أخرجت لنا ثورات الربيع العربي أسوأ ما فينا من إعلاميين، وأتحدث هنا بالتحديد عن ثورات مصر.

النمط الإعلامي الغالب في مصر الآن، يذكرني بنمط وزير الإعلام العراقي الصحّاف، إبان ضرب أميركا لمدينة بغداد عام 2003، حين كان الصحّاف يخرج علينا من الشاشات، ويقول: "لا جندي أميركيا واحدا في بغداد، والحقيقة أن الجنود الأميركان وقت هذا التصريح، كانوا قد وصلوا إلى مطار بغداد"!

هذا النمط الكاذب، عاد من جديد في مصر، وإن بمستويات متفاوتة طبعاً، لكن كل نماذجه يجمعها شيء واحد فقط، هو: الكذب.

في حالة الصحّاف كان الكذب على مستوى وزير إعلام، أما في مصر الآن، فهو على مستوى مذيعين، أبرزهم، وأكثرهم كذباً: أحمد موسى، بجدارة لا ينافسه عليها أحد.

كل شيء يقول أحمد موسى إنه لا يحدث في الشارع، عليك أن تعرف وتتأكد أنه يحدث في الشارع، وكل ما يقـول إنه في الشارع، ليس في الشارع.

ميزة سلبية أخرى لأحمد موسى، لا يملكها بالتميز نفسه مثله إعلامي آخر، وهي القدرة العجيبة على التلون مع الحدث، فعندما كان موسى أكثر شخص يشتم مبارك وعصر مبارك ليل نهار، كان هو أول المتصلين به بعد إعلان براءته، ليقول له بصوت حنون: "إزيّك يا سيادة الريّس، وعامل إيه".