لو كنت مسؤولاً في أي من لجان اتحاد كرة القدم، لما ترددت لحظة في التقدم باقتراح لفائدة الكل، مفاده ضرورة الاستفادة من الثروة القومية، الحارس المعتزل محمد الدعيع، بإدخاله عالم تدريب الحراس وابتعاثه إلى أفضل الدول المتقدمة في هذا المجال، حتى لو لم يبد الدعيع تحمساً ورغبة وترحيبا بالفكرة.

ولو كنت مسؤولاً لما ترددت لحظة في مساعدة عميد لاعبي العالم على إنشاء مدرسة خاصة بتنمية مواهب حراس المرمى.

فالحال الحالي لحراس المرمى يغني عن السؤال، ولا يدعو أي متابع أو مشجع أو إداري، إلى طرح السؤال.. من هو خليفة الدعيع؟

قد يتفق البعض على الإجابة بأن خليفة الدعيع هو حارس الشباب الدولي وليد عبدالله، فهو الأقرب ولو بقليل من بعض صفات ومواصفات الدعيع، لكن لن يتجه أي من هؤلاء ولو بالإيماءة أو الإشارة إلى ترشيح غيره من حراس المرمى الآخرين، خصوصاً حسن العتيبي الحارس الأول حالياً في الهلال، رغم أن الحقيقة تقول إنه، أي العتيبي، هو من خلف الدعيع فعلياً في الزود عن عرين الزعيم وإنه بات الخيار الأول من بعده في النادي لعدم وجود بديل مناسب.

ليس هناك وقت أنسب وأفضل من الحالي لتشجيع الدعيع ودفعه للتدريب أو إنشاء مدرسة، قبل أن يتسرب إليه الكسل ويتجه بعيداً عن كرة القدم، كما فعل غيره كثيرون، وتبقى الكرة السعودية هي الخاسر الأول ومن ثم العربية والعالمية أيضا.

وليس هناك فترة أفضل من الحالية يبدأ فيها الدعيع بذر حراس مرمى جدد للمستقبل بمواصفات تشبهه وتفوقه أيضا، فهو واحد من بين قلائل، قادرين على انتقاء من سيكون لهم شأن كبير في الحراسة، وهو الوحيد الذي بإمكانه أن يحدث تفوقاً يختصر طول المسافات.

فمعظم الواقفين بين الخشبات الثلاث في الفترة الحالية في الأندية الكبيرة والصغيرة، ليسوا ممن يتصفون بصفات العمالقة، ولا يبثون الاطمئنان وسط زملائهم اللاعبين خلال المباريات أو حتى في المدرجات، بل إن بعضهم يسد المرمى لعدم وجود البديل الأفضل فقط، ما يعني أن الإبداع في حراسة المرمى في طريقه إلى الأفول، وأن تواصل الأجيال في هذا المركز الحساس، ضعيف جداً لا يتناسب والآمال والمساعي لتواجد إقليمي وقاري ودولي كبير على مستوى الأندية والمنتخبات.