كثيرون يرون أن استقالة الدكتور عبدالرزاق أبو داود من الإشراف على المنتخب الوطني الأول لكرة القدم ضارة وسلبية، وأكثر هؤلاء "لاموا" الدكتور على القرار، لأنه يسبق نهائيات كأس آسيا بأستراليا بنحو الشهر، ولكنني أرى القرار "صحيا" ومفيدا للمنتخب، بل إن الدكتور يستحق الشكر لتغليبه "مصلحة" المنتخب في فترة انتقالية بعد مرحلة مضطربة.
أما لماذا؟ فقد تردد أن اجتماع جدة "الطارئ" تخلله نقاش حاد بينه وبين أحد الأعضاء الذي انتقد عمله مطالبا بالتصويت على استمراره من عدمه، وأن مرحلته شهدت شدا وجذبا وتصادما مع بعض الإعلاميين ونادي الاتحاد، وإذا كان هذا صحيحا فإن استقالته ستفيد المنتخب بعدم استمرار من قد يكون عمله غير إيجابي.
وإن كان القرار بسب ما ذكره الدكتور في بيانه من مضايقات وتدخل في عمله بإدارة المنتخب، فأيضا هذا قرار شجاع من "أبو داود" ولمصلحة المنتخب، كي يتم التصدي لمن يقوم بهذه الأعمال المشينة وتصبح البيئة صحية أكثر.
وفي هذا الإطار سمعنا بأن تفرد أحمد عيد باختيار المدرب في الاجتماع "الطارئ" كان من مسببات القرار؛ لأن الدكتور يريد أن يكون أحد أهم صانعي قرار المدرب البديل بعد إقالة لوبيز بناء على خمسة تقارير أحدها من الدكتور عبدالرزاق.
وستكون الكارثة أقوى إذا كان هناك من يتدخل في عمل إدارة المنتخب وظل أبو داود صامتا حتى هذا الاجتماع، بل لماذا لم يكن قراره داخل الاجتماع، ولماذا لم يبعث خطاب الاستقالة للاتحاد قبل أن يعلن عنه عبر "الواتساب"؟! مفوتا على مجلس الإدارة مناقشته أو محاولة ثنيه، علما أن الخطاب موجه لأمين عام الاتحاد!
أسئلة كثيرة تفرضها الأسباب التي أشار إليها أبو داود في بيانه وتؤكد توسع الهوة بين بعض أعضاء اتحاد القدم، وتصادق على ما يقال ويتردد والمطالبات والشكاوى التي قدمها أغلب أعضاء الجمعية العمومية، وبناء عليه شكلت اللجنة السداسية من الأمير عبدالله بن مساعد.
أيضا لن أتجاوز كلمات قوية وعبارات حادة تثير التساؤلات والتأويلات، بل قد يحاصر بها الدكتور الخبير، وهو يتهم جهات وأفرادا بمحاربته قائلا: "وكذلك الحملة الشرسة البغيضة التي تشنها بعض الجهات والأشخاص بدوافع فئوية وتعصبية وشخصية".
فهو كأكاديمي وخبير رياضي مثل هذه الأساليب من السهل التصدي لها وأن يثبت أنه أقوى منها، بل من واجب الدكتور أن "يتكئ" عليها بما يسهم في محاربتها وتثقيف المجتمع حولها بثقافته وخبرته ومحاضراته. وهو كلام خطير جدا يحتم عليه الكشف عن هؤلاء لحماية المنتخب والرياضة منهم، والدكتور بجرأته وثقافته أهل لهذا العمل القوي والحساس والخطير جدا. أما إن كان أخطأ أو أساء التعبير فعليه أن يكون أكثر جرأة بالاعتذار.
من جانبي، سبق وقلت مرارا ليس جيدا وجود مشرف على المنتخب، بعد أن فشلت التجارب في أغلب الأندية، والأفضل الاكتفاء بمدير يكون تواصله مع "إدارة المنتخبات" أو مع رئيس الاتحاد مباشرة حسب خطة استراتيجية واضحة.
وسبق وأعلن أحمد عيد عن انتهاء مرحلة "المشرف على المنتخبات بكل فئاتها" بعد استقالة سلمان القريني واللغط المصاحب لإعارة خالد القروني "مدرب المنتخب الأولمبي" لنادي الاتحاد لكننا فوجئنا بعدم التنفيذ!.
بقي أن أؤكد أن أحد أهم سلبيات الاتحاد السعودي لكرة القدم ضعف تعامله مع وسائل الإعلام، وآخر الأمثلة عدم الاستجابة لمقترح إعلامي قبل "خليجي 22" بأسبوعين في اجتماع نحو 25 إعلاميا مع الأمين العام للاتحاد أحمد الخميس، وطلبنا ترتيب لقاء لخمسة أو سبعة إعلاميين مع إدارة المنتخب؛ لرسم خطة إعلامية تعزز من قوة المنتخب في البطولة، ولم نجد أي رد حسب وعود بعرض المقترح على إدارة المنتخب، ولاحت فرصة خاصة أثناء البطولة لكن...؟!
الأهم الآن أن يكون المدرب الجديد مقنعا مع كل الأماني بالتوفيق للأخضر.