استعادت قوات البيشمركة الكردية أمس، مدعومة بضربات جوية من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، السيطرة على منطقة زمار في شمال العراق بعد معارك لأسابيع مع تنظيم "داعش"، بحسب مسؤول ميداني في هذه القوات.
وقال مسؤول محور زمار في البيشمركة كريم أتوتي "بعد اشتباكات بدأت فجر أمس وبدعم جوي أميركي، تمكنا من طرد مسلحي "داعش" من مركز ناحية زمار و11 قرية في أطراف البلدة".
وأضاف "حاليا قواتنا متمركزة في مركز الناحية".
وتقع زمار على مسافة 60 كلم شمال غرب الموصل، كبرى مدن شمال العراق واولى المناطق التي سقطت في وجه الهجوم الكاسح الذي شنه التنظيم في يونيو الماضي.
ودخلت قوات البيشمركة منطقة زمار بعد انسحاب القوات العراقية إثر هذا الهجوم، إلا أن تنظيم "داعش" شن هجوما متجددا في أغسطس الماضي، وتمكن من السيطرة على زمار، وانسحبت قوات البيشمركة إلى أربيل، كبرى مدن إقليم كردستان.
وبدأ تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة في الثامن من أغسطس، بتوجيه ضربات جوية ضد مواقع "داعش"، لا سيما في شمال العراق.
ولا يزال التنظيم يسيطر على مناطق واسعة في شمال العراق، حيث يخوض معارك مع البيشمركة على جبهات متعددة.
وأعلنت مديرية شرطة ناحية عامرية الفلوجة بمحافظة الأنبار، أمس مقتل 100 عنصر من تنظيم "داعش" خلال الـ48 ساعة الماضية، وأكدت أن التنظيم لم يستطع اختراق الخطوط الدفاعية للقوات الأمنية.
وقال مدير شرطة ناحية عامرية الفلوجة الرائد عارف الجنابي لـ"الوطن" إن "100 عنصر من "داعش" قتلوا خلال الـ48 ساعة الماضية من بينهم مقاتلون من جنسيات عربية"، مؤكدا أن "الوضع مستقر في الناحية، ولم تستطع فلول التنظيم اختراق الخطوط الدفاعية للقوات الأمنية".
وأضاف أن "القوات الأمنية وطيران الجيش تمكنا من تدمير ثلاث دبابات و17 عجلة نوع همر استولى عليها التنظيم في وقت سابق وثلاثة صهاريج لنقل الوقود، بالإضافة إلى تدمير أربعة مواقع كان يستخدمها التنظيم كمنصات لإطلاق طواريخ الراجمات المحورة".
وكانت إدارة الناحية طالبت بضرورة تكثيف طيران التحالف وإرسال قوات النخبة العراقية لفك الحصار عن الناحية المحاصرة من قبل عناصر "داعش".
من جانبه، أعلن وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان، من محافظة كربلاء أمس، عن تحرير ناحية جرف الصخر شمالي محافظة بابل جنوب بغداد من سيطرة "داعش" وتكبيده خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات.
وقال الوزير الذي وصل إلى كربلاء مع وفد أمني رفيع المستوى في مؤتمر صحفي، إن "العمليات العسكرية من منطقة جرف الصخر كبدت تنظيم داعش خسائر كبيرة وتم اعتقال أعداد من عناصره بتنفيذ عملية عسكرية لاقتحام الناحية من أربعة محاور".
موضحا أن التحالف الدولي "اقتصر دوره على تقديم الاستشارات للقيادات العليا وتوفير الغطاء الجوي في بعض المناطق".
من جانبه، أفاد مصدر في شرطة محافظة بابل أمس بأن 80 عنصراً من "داعش" سلموا أنفسهم للقوات الأمنية، فيما تم اعتقال 40 آخرين خلال عمليات تطهير مناطق جرف الصخر، فيما قتل وأصيب 35 عنصراً من القوات الأمنية.
وقال العقيد محمد الجبوري لـ"الوطن" إن "العمليات العسكرية في ناحية جرف الصخر-60 كلم شمال الحلة مركز محافظة بابل- أسفرت عن مقتل خمسة من القوات الأمنية وإصابة 30 آخرين بجروح متفاوتة"، مبينا: "تم اعتقال 40 مسلحا من "داعش" فيما سلم نحو 80 عنصرا من التنظيم أنفسهم إلى القوات الأمنية بعد محاصرتهم في المناطق التابعة للناحية".
وقتل ثمانية عناصر من القوات العراقية في معارك مع عناصر "داعش" في جرف الصخر، بحسب ما أفادت مصادر عسكرية، في محاولة لتأمين هذه المنطقة القريبة من الطريق المؤدية إلى مدينة كربلاء.