كنت خلال الأسبوع الماضي شاهدا على عمر ممدود للصحف الورقية في الحفل المشهود الذي أقامته صحيفة الجزيرة لكتابها، وشركائها المعلنين، وحشد كبير من رجال الإعلام والأعمال.
وحينما أقول: عمر ممدود؛ فمرد ذلك الحديث المتواتر، والمخوفة الرائجة من موت الصحف الورقية، نسبة لثورة الاتصالات الإلكترونية، التي سلبت من الصحف الورقية امتيازاتها الخبرية، ومتابعاتها الحديثة، وهي في طريقها – كما تقول الدراسات - لأن تخسر ما بقي منها، كوعاء لمقالات الرأي بعد هيمنة المجلات الإلكترونية، وكذلك الحضور الطاغي لمنصة "تويتر" والمنتجات الباقية من: "واتس أب وفيس بوك" وغيرهما.
لكن اللافت في احتفالية دبي، أن صحيفة الجزيرة قد أخرجت لسانها وكأنها تهزأ بكل المخاوف والظنون الرائجة في الوسط الإعلامي، وذلك تبعا لما عرضته التقنيات الطباعية الأحدث وغير المسبوقة في منطقة الشرق الأوسط.
وإذا كان معظم الكتاب قد أشادوا بتقنية الإعلان المصحوب برائحة المنتج، فإن أكثر ما أذهلني الجودة اللافتة والتقنية الرفيعة لفرز الألوان التي لا تركن إلى الألوان التقليدية حاليا، ولكنها تقدم بحرفية مذهلة كل ألوان الطيف، وكل حالات التموج والتدرج التي تمر بها الألوان بما فيها الألوان الفوسفورية والنحاسية.
سيكون إعلان "الجزيرة" في تقنيتها الجديدة قادرا على إظهار المنتج كما هو في حالته الطبيعية، بمعنى أنه لا حياد في الألوان.
وما لفت نظري ثانيا، القدرة على طباعة الإعلان التسلسلي الملون على امتداد ثماني صفحات بدرجات لا تضاهى، ولك أن تتخيل تهافت المعلنين على هذه الفرصة التي قد لا توفرها صحيفة أخرى، على الأقل في المستقبل المنظور.
وأقول ذلك؛ لأن أي صحيفة منافسه تحتاج على الأقل ـ كما سمعت ـ إلى ثلاث سنوات لكي تمتلك مثل هذه التقنية الطباعية من حيث: زمن الاتفاق، ثم الشراء، ثم التدريب، تم تهيئة المكان لهذه "المكينة" الأحدث.
لا شك في أن صحيفة الجزيرة قد أدركت مخاطر التحديات التي تواجهها الصحف الورقية على نحو دفعها للاستثمار في المستقبل، بما يكفل لها تمديد عمر الصحيفة الورقية، وفي الوقت نفسه الاندماج في كل التحولات الصحفية الإلكترونية.
لكن مقابل كل هذه العروض، فقد كان حفل الزميلة صحيفة الجزيرة ملتقى ثقافيا ومنتدى إعلاميا حفل بالعديد من الحوارات والمشاركات والفعاليات، إلى جانب الملتقيات، التي وطدت العلائق الشخصية بين وجوه الإعلام التحريري والإعلاني والتسويقي بشكل جعل كل الاعلاميين ومنسوبي صحيفة الجزيرة "دوما معا".