في تطور لافت، أعلنت مصادر خاصة داخل الائتلاف الوطني السوري حصول الجيش السوري الحر على صواريخ (FN-6) الصينية المضادات للطائرات، مشيرة إلى أن ذلك كان مطلباً خاصاً ظل الثوار يطالبون به. مؤكداً أن من شأن ذلك تغيير المعادلة العسكرية على أرض الواقع، لا سيما في ظل استمرار طيران النظام السوري في قصف المناطق السكنية ببراميل المتفجرات، مما أسفر عن مصرع عشرات الآلاف من المدنيين.

وأكدت مصادر مستقلة الخبر، مشيرة إلى أن الثوار السوريين حصلوا على المضادات عبر عصابات تجارة أسلحة أفريقية، بعد أن ترددت الكثير من دول المنطقة في مساعدة المعارضة على ذلك.

وكانت صحف بريطانية وأميركية قد أكدت وصول المضادات لمقاتلي الجيش الحر، حيث قالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إن بعض مناهضي النظام السوري في دولة خليجية هم الذين مولوا شراء هذه الصفقة، أما الذين نفذوا عملية الشراء فهم مسؤولون في الحكومة السودانية حيث قاموا بشراء الصواريخ من الصين، وتكفلت عصابات التهريب بنقلها إلى تركيا، ومن هناك تم نقلها إلى داخل الأراضي السورية. وأضافت الصحيفة أن السودان اشترى كمية كبيرة من هذه الصواريخ من الصين مؤخراً.

ويظهر في الصور المسربة مقاتلون من الجيش السوري الحر يفتحون صواريخ مضادة للطائرات وحديثة مصنوعة في الصين، فيما تشير صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إلى أنه تم شراء هذه الأسلحة لحساب المقاتلين السوريين من الصين بشكل سري، أما عملية التهريب والتوصيل فتمت بفضل عصابات تهريب أسلحة أفريقية قامت بالمهمة، وأوصلتها إلى المقاتلين في منطقة تابعة لهم شمالي مدينة حلب السورية.

ونشرت الصحيفة البريطانية صور مقاتلين من الجيش الحر أمام صناديق المضادات التي تمتاز بسهولة استخدامها، حيث تحمل على الكتف، ويتم إطلاقها مباشرة على الطائرات التي تحلق على علو منخفض ومتوسط، وبالتالي لا تحتاج إلى تدريبات مكثفة على طريقة استخدامها.

من جهة أخرى، شنت طائرات التحالف الدولي فجر أمس غارات على مواقع متشددي تنظيم الدولة "داعش" في مدينة عين العرب المحاصرة، واستهدفت الغارات منطقة تل شعير غرب المدينة، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من أعضاء التنظيم. ومما مهد الطريق أمام "وحدات حماية الشعب" الكردية لاستعادة السيطرة على هذا التل. وقال شهود عيان إن المتشددين أسرعوا بمجرد سماعهم لهدير طائرات التحالف إلى التخلي عن مواقعهم والاحتماء بخنادق كان المقاتلون الأكراد قد حفروها أثناء سيطرتهم على هذا الموقع. إلا أن الغارات كانت مكثفة إلى درجة أجبرت مقاتلي تنظيم الدولة على الفرار من المكان، في حين تقدم المقاتلون الأكراد واستعادوا السيطرة على التل.

في سياق متصل، حذرت واشنطن من احتمال سقوط مدينة عين العرب بأيدي مقاتلي "داعش"، رغم أن الغارات التي تشنها طائرات التحالف أسهمت في وقف تقدمهم، وقال مسؤول أميركي إن من السابق لأوانه القول ما إذا كانت إعادة تزويد المقاتلين الأكراد بالسلاح سيحدث تغييراً. ورغم إقراره بتراجع الخطر بشأن سقوط عين العرب وثنائه على المقاتلين الأكراد، قال "قد تسقط كوباني لكنهم يقاتلون جيداً الآن". إلى ذلك، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن المقاومين الأكراد في عين العرب قبلوا مساعدة الجيش السوري الحر بإرسال 1300 من مقاتليه للمشاركة في القتال ضد تنظيم الدولة. وأضاف في مؤتمر صحفي "حزب الاتحاد الديموقراطي السوري قبل المساعدة من 1300 من مقاتلي الجيش السوري الحر، وهم يجرون محادثات لاختيار الطريق الذي سيسلكونه".

وكان القائد العسكري الميداني في المعارضة السورية المسلحة عبدالجبار العكيدي قد قال في تصريحات إعلامية أمس إن قوات من الجيش الحر ستدخل قريباً المدينة، وقال "وجهنا رسالة إلى المسؤولين الأتراك بأننا شكلنا هذه القوة ونريد الدخول إلى كوباني، ورسائل أيضاً إلى قوات التحالف الدولي من أجل مساندتنا وتقديم الدعم اللوجستي لقوات الجيش الحر".