لا يجب أن تمر استقالة الدكتور عبدالرزاق أبو داود المفاجئة والمسببة من الإشراف على إدارة المنتخبات السعودية بعد ثلاثة أشهر من تعيينه دون قراءة وتمحيص، بل وتحقيق من قبل الجهة المختصة في الاتحاد، وهي لجنة الأخلاق غير الموجودة أصلا، وبالتالي يمكن تشكيل لجنة موقتة لهذا الغرض.
كلام خطير جدا ذكره الدكتور أبو داود في خطاب استقالته، لا بد أن نتوقف عنده كثيرا، ونتحقق من كل مفردة فيه، لأن الدكتور لن يقول كلاما على عواهنه، أو يمرر عبارات ليست ذات معنى أو دلالة، لأنه شخص متمكن علميا، وله دراسات وأبحاث ويعرف معنى كل حرف ينطق به.
نظاميا يمكن لمجلس إدارة الاتحاد تشكيل لجنة موقتة من ثلاثة أعضاء أو خمسة، وتستمع إلى الدكتور، وتناقشه في كل العبارات التي وردت في بيان استقالته، وتقدم تقريرا مفصلا للمجلس الذي بدوره يبت في سلامة ما ذكره أبو داود أو يدينه ويتخذ عقوبات ضده لمنع تكرار ذلك من قبل أعضاء آخرين مستقبلا.
إن كلمات مثل "الظروف غير المواتية" و"الأجواء غير الصحية" و"تدخلات البعض بطرق ملتوية" يا ساتر، كل هذا يحدث في إدارة المنتخبات الوطنية!
واسمعوا المزيد "الحملة الشرسة البغيضة التي تشنها بعض الجهات والأشخاص بدوافع فئوية وتعصبية وشخصية" مفردات دقيقة جدا، يعي الدكتور عبدالرزاق معناها جيدا ولم يستخدمها عبثا.
إن هذه الاستقالة يجب ألا تمر مرور الكرام، ولا بد من فتح باب التحقيق من خلال لجنة داخل الاتحاد بطريقة احترافية وفقا للأنظمة واللوائح الكروية الدولية والمحلية، تنم عن اهتمام مجلس الإدارة بكل ما يمس سمعة الاتحاد وسلامة أعماله، وتصحيح الوضع إن كان ما ذكره المشرف العام على المنتخبات صحيحا، وإيقاف أسباب الفشل والفوضى التي ذكرها.
إن الاستقالة في هذا التوقيت محرجة جدا، ومربكة لترتيبات مشاركة المنتخب في بطولة أمم آسيا 2015 في أستراليا، ولكن يبدو أن الدكتور وصل إلى طريق مسدود، واتخذ القرار بكل شجاعة وجرأة معهودة عنه على الرغم من بقاء عشرين يوما فقط على بدء معسكر الأخضر والسفر إلى هناك، وهي مدة قصيرة جدا، وكان بإمكانه الصبر حتى العودة من أستراليا ولكن!.
أعرف أن الظروف تكالبت على هذا الاتحاد المنتخب الذي يحتاج إلى من يعلق الجرس في تطبيق الأنظمة واللوائح بحذافيرها كما ذكرت أنا شخصيا ذلك في أكثر من مناسبة، خاصة أن الأمر يتعلق بنظام دولي ومرجعية دولية، وليس أمرا داخليا يمكن السكوت عنه أو تمريره بأي طريقة.
إن الإجراء النظامي السليم الذي ذكرته في ثنايا هذا المقال، هو المخرج الصحيح لاتحاد كرة القدم في الدفاع عن نفسه وعن سلامة عمله، والرد على اتهامات الدكتور عبدالرزاق أبو داود، وإن السكوت على ما ذكره في خطاب استقالته يعني القبول بما جاء فيه والموافقة عليه، وهذا أمر خطير قد يؤدي إلى عواقب لا تحمد في المستقبل.