وفي حالات أخرى يمكن أن يكون السؤال بالشكل التالي: "هل يعرف السعوديون أسماء جميع وزاراتهم"؟!

ففي غير مرة اضطررت للشرح لأحدهم ـ شرحا مطولا ـ عن وجود وزارة سعودية تحمل اسم وزارة الاقتصاد والتخطيط!، وحين تفجرت الأسئلة في وجهي تباعا عن: متى أنشئت؟ وأين؟ وما مهامها؟ ومن يتولى دفتها؟ وما أبرز إنجازاتها؟ وكيف استفاد منها المواطن؟ فقد أحلت السائل مع كل أسئلته السابقة إلى موقع الوزارة الإلكتروني الذي يحوي 12 كلمة لمعالي وزيرها!.

مذ نشأت على هذه الحياة، ووالدي يطالبني بالصمت حين يعلن التلفزيون السعودي في نشرة التاسعة عن التغيرات الوزارية الجديدة. يفعل والدي ذلك وهو يستمع بتفاؤل لخارطة التغييرات تلك ـ وأفعل ذلك أنا خوفا من عصا والدي المستلقية أمامه ـ يترقب والدي مع الأيام بحرص شديد كما يفعل باقي المواطنين خطط التطوير في الوزارات وانعكاسها على خدمة المواطن، وحين يصبح ذلك واقعا ملموسا فإن الذاكرة تخلد أسماء الوزراء وتحفر أسماءهم حفرا في رؤوس المواطنين، هو الأمر الذي يفسر استدعاء والدي لاسم الوزير السابق غازي القصيبي "رحمه الله" في كل لحظة إنجاز، أما حين يفشلون فإن الذاكرة لا تفعل شيئا أكثر من إسقاط أسمائهم من رؤوس المواطنين بسهولة بالغة!

بالأمس تناقل الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي صور الوزراء المعينين حديثا، تناقلوا أيضا سيرهم الذاتية، قرأ الناس البارحة أيضا أعمار الوزراء الجدد وتدرجهم الوظيفي وإنجازاتهم السابقة، واستبشرت فئة غير قليلة بالأسماء الجديدة، وطمأنوا من حولهم بذكر قصص نجاح للوزراء الجدد.

1500 يوم تقريبا هي المدة التي سيبقى فيها الوزراء الجدد نظاما في مكاتب وزاراتهم، وإلى انتهاء اليوم الأخير من هذه المدة، كم منهم سيبقى اسمه في رؤوس السعوديين؟ وكم منهم سيصبح من اللازم الاستعانة بمحركات البحث الإلكترونية لتذكر اسمه وصورته؟!