فيما طالبوا بالعمل على خفض معدلات وفيات السرطان بنسبة 25 % خلال السنوات العشر المقبلة، رفع المشاركون في ختام المؤتمر الدولي حول أعباء السرطان (سد الثغرات) شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على استضافة المملكة لأعمال المؤتمر خلال الفترة من 27 إلى 29 ذي الحجة الجاري، مشيرين إلى أن انعقاد المؤتمر جاء تأكيداً للدور الريادي الذي تقوم به المملكة على الساحتين الإقليمية والدولية والمكانة المرموقة التي وصلت إليها لمواجهة هذا المرض الذي أصبح يمثل قضية صحة عمومية. كما أعربوا عن شكرهم لوزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه على رعايته لهذا المؤتمر ودعمه في تعزيز المشاركة الفاعلة من مختلف القطاعات الصحية.

صرح بذلك المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، رئيس المؤتمر البروفيسور توفيق بن أحمد خوجة. وقال إن المجتمعين أصدروا "إعلان الرياض" حول أعباء السرطان كأول وثيقة إقليمية تؤكد على أهمية سد الثغرات والدور الفاعل لاقتصاديات هذه المجموعة النوعية من الأمراض والاستثمار في الوقاية منها والتي تضمنت العديد من التوصيات، منها حث وزارات الصحة بدول مجلس التعاون والمركز الخليجي لمكافحة السرطان والوكالة الدولية لأبحاث السرطان "منظمة الصحة العالمية" على أهمية إنشاء جهة مرجعية تعنى باقتصاديات وأعباء أمراض السرطان، يتم تأسيسها ضمن الهيكل التنظيمي الخاص بوزارات الصحة للقيام بعدد من المهام والمسؤوليات تتعلق بإعداد قاعدة بيانات حول الوضع الراهن، وتوقع العبء الاقتصادي المستقبلي لأمراض السرطان على النظام الصحي، وذلك على المستوى الوطني والخليجي، وتقديم المشورة للدول الأعضاء فيما يتعلق بجهودها لتخطيط البرامج الوطنية للاستخدام الأمثل للموارد والإنفاق على التوعية والتثقيف الصحي والمكافحة والوقاية والاكتشاف المبكر والرعاية والتأهيل من أمراض السرطان، والمساعدة في إعداد السياسات التي تعزز الأساليب الصحية للحياة. كما أكد المجتمعون على أهمية تنشيط الخطط والبرامج الوطنية لمجابهة ومكافحة أمراض السرطان، وطالبوا الدول الأعضاء باستكمال برامجها الوطنية حول اقتصاديات وأعباء أمراض السرطان والتي تستوجب تشكيل مجموعة من الأخصائيين في مجال اقتصاديات الصحة وتأهيلهم التأهيل المناسب للقيام بهذا الدور الحيوي الهام، وتدريب وتأهيل مهنيي الرعاية الصحية ومتخذي القرار حول المسائل المتعلقة باقتصاديات الصحة عموماً والسرطان بصفة خاصة، ونشر المعلومات الخاصة بأعباء أمراض السرطان لوسائل الإعلام العامة لزيادة الوعي والتثقيف المجتمعي والحد من مؤشرات الخطورة لهذه الأمراض.

كما دعا المشاركون دول المجلس إلى بذل كافة الجهود والعمل على خفض معدلات وفيات أمراض السرطان بنسبة 25% في غضون عشر سنوات (2015 - 2025)، وذلك حسب توجهات منظمة الصحة العالمية، وتمكين القياديات وراسمي السياسات والتشريعات والاستراتيجيات الصحية الوطنية بجميع الوزارات والجهات الحكومية وغير الحكومية ذات العلاقة من الحصول على المعلومات الخاصة باقتصاديات وأعباء السرطان ضمن أطر تعزيز الصحة لزيادة الوعي وتفعيل البرامج وضمان رصد الميزانيات اللازمة وإجراءات الدعم الأخرى وتسهيل صدور السياسات والتشريعات الملائمة للحد من أعباء السرطان، وإدراج مبادئ التعاليم الدينية والروحية الخاصة بتعزيز الصحة ضمن برامج العلاج التلطيفي والتأهيل النفسي لحفظ مقومات وعافية النفس البشرية ضمن المناهج التعليمية في كافة المؤسسات التي تعنى بتدريس وتأهيل الكوادر الصحية ضمن مفاهيم النظرة الشاملة والمتكاملة للنفس البشرية، وتزويد مراكز الرعاية التلطيفية لمرضى السرطان بكوادر مؤهلة تأهيلا شرعيا، للقيام بالتوجيه الروحي وتخفيف العبء النفسي، وتوجيه برامج تعزيز الصحة إلى تغيير الاتجاهات واكتساب المهارات اللازمة لتعديل السلوكيات غير الصحية ودمجها ضمن المناهج المدرسية ورصد الفعاليات ونتائجها، وتفعيل دور الرعاية الصحية الأولية في مكافحة السرطان والوقاية منه ضمن برامج الرعاية الصحية المجتمعية الشاملة المتكاملة والتوجه الصحي للحياة، وخاصة في مجالات التوعية والتثقيف الصحي، والكشف الدوري الصحي المنتظم، الكشف المبكر لأمراض السرطان المستهدفة.