هذا الشعار أطلقه رجل علم ألماني هو راينر كلينجهولتس (Reiner Klingholz) يعمل مديرا لمؤسسة التنمية والعمران في برلين (Bevoelkerung & Entwicklung)، في مواجهة الديناصور النازي الذي أطلقه من عقاله رجل عنصري هو تيلو سارازين (Thilo Sarrazin) حين فجر قنبلته بكتاب "أيها الألمان لقد قضي عليكم"، بكلمة أدق "ألمانيا تلغي نفسها؟" بكلمة أصرح "ألمانيا تمارس الانتحار؟"(Germany eliminated herself = Deutschland schaft sich ab?)؟ وكيف ذلك؟ يقول الرجل إنه في ألمانيا سوف يكون عام 2100 م 35 مليون تركي؟ ولا أريد لحفيدي أن يصبح غريبا في بلده، وهؤلاء الأتراك يرفضون الاندماج في المجتمع الألماني وهم يزحفون وكأنهم جراد منتشر مهطعين إلى الداع باتجاه جرمانيا العظمى؟ ولم يستثن العرب واليهود ـ من حسن الحظ أن لمس الجدار الصاعق لبني صهيون؟ ـ ولذا فقد نصحه رئيس المجلس اليهودي في ألمانيا بالانضمام إلى الحزب النازي (NDP) وليس من حزب نازي اليوم بل اللعنة وسوء الدار؟

حين قرأت البحث قلت من الضروري ألا ينفعل العرب والأتراك والأكراد بل واليهود المتواجدين في ألمانيا (بعد المذبحة اليهودية في الحرب العالمية الثانية ربما لم يرجع أو يبقى سوى ثلاثين ألفا منهم؟). ومن الضروري أن يصدر كتاب علمي متماسك يدرس حجج الرجل ويرد عليه من نفس المقولات التي ينطلق منها، وهو مافعله رجل ألماني هو كلينجهولتس كما أوردنا ذكره، والرجل محيط بالمسألة ويعرف عمليات الهجرة وإحصائيات تنقل البشر وحركة الأجانب في ألمانيا، وقد رد على أطروحات أو مخاوف وتهويلات سارازين على نحو رزين وبعنوان لافت للنظر أيها الأجانب أهلا بكم بين أظهرنا تعالوا فأنتم مرحب بكم؟

وكنت أثناء رحلة تخصصي في ألمانيا حيث أتلفت أقرأ على الجدران والحيطان ودورات المياه ومحطات البنزين أيها الأجانب انقلعوا وأنتم غير مرغوب بكم ولا مرحبا بكم أنتم صالوا النار؟

في عدد الشبيجل الأول الذي فرقع الخبر كان في رقم 34\2010م أما النقاش من محاور شتى فقد جاء بالتفصيل في العدد 35 حيث حلل الوضع كاتب خبير من جماعة مجلة الشبيجل الألمانية هو إيريك فولات بعنوان ويحك ألمانيا لقد جن جنون أبنائك وكلمة أموك لاوف بالألمانية (Amoklauf) تعني الجنون والجريمة معا وتحدث حين ينطلق طالب مدرسة بدوافع عنصرية هستيرية فيتسلح ثم يفتك بمجموعة من أقرانه في المدرسة وأساتذته وقد تكررت كثيرا، والرجل يصف الوضع أن نماذج من هذا الطراز انطلقت من عقالها، وأن كلمات السب والشتيمة بدأت تصبح عادة بين الأطفال والطلبة من نوع أيها المسلم الوسخ، وفي النهاية يختم مقالته بعبارة مخيفة؛ هي أن سارازين لم ينشيء جمهوريته بعد ولكنه في الطريق إلى ذلك؟ وهناك في العدد 35 مقالة قصيرة ومحترمة ودسمة لشاب هو (طارق الوزير) من أصول عربية فهو خليط من أب يمني وأم ألمانية ويحتل مركزا مهما في مقاطعة هيسن في ألمانيا في حزب الخضر يروي فيه أصول المدعو تيلو سارازين ليصل إلى نتيجة مفاجئة أن 20 % من المتواجدين في ألمانيا أصولهم هجينة، وأن نفس سارازين أصله من الهوجنوت من البروتستانت الفرنساوية الذين هربوا من مذابح القديس برتليميوس، حين أغلق الكاثوليك أبواب باريس عليهم وعلَّموا أبواب بيوتهم ثم بدأوا بذبحهم في يوم القديس، فذبحوا الجميع وراقصوا الجثث وبقروا بطون الحوامل ولم يتركوا من فسق وفجور ودعارة وخمور ومحارم إلا فعلوها وحين برد الدم قليلا قام الحرس السويسري فكمل عدد الأموات إلى أكثر من ثلاث آلاف ضحية في تلك الليلة الحزينة؟ يقول طارق الوزير ما الذي حدث لهؤلاء الهوجنوت الذين سارازين من أحفادهم؟ لقد فروا إلى الأرض الألمانية حيث قام الأمراء المستنيرون بإيوائهم وإعفائهم من الضرائب والسماح لهم ببناء مدارسهم الخاصة والتكلم بلغتهم والانفراد بمحاكمهم المستقلة وإعطائهم الأرض ينموها والبلد كي يشاركوا في تنميته فاستفادت ألمانيا أيما فائدة؟؟

يقول طارق الوزير كان حظ أجداد تيلو جيدا في الاجتماع بأمثال هؤلاء الأمراء المستنيرين ولم يكن حظهم بالاجتماع بأمثاله من الختايرة العجايز الحانقين الساخطين.