أكدت وزارة الداخلية المصرية أمس أن الأجهزة الأمنية أحبطت مخططاً إرهابياً ضخماً كان يستهدف إحداث مجزرة بشرية بين طلاب جامعة القاهرة من خلال تنفيذ سلسلة من التفجيرات داخل الحرم الجامعي. وقال المتحدث باسم الوزارة، اللواء هاني عبداللطيف "الأمن الإداري والخاص نجحا في إحباط المخطط، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، خاصة أن الانفجار الذي وقع أول من أمس بمحيط الجامعة كان من المخطط حسب التحريات أن يتم تنفيذه داخل الجامعة، لكن يقظة الأجهزة الأمنية حالت دون ذلك، مما اضطر المتهمين إلى إلقاء القنبلة خارج الجامعة والفرار".
وأضاف عبداللطيف، في بيان حصلت "الوطن" على نسخة منه "الحالة الأمنية في مصر بوجه عام جيدة، لكن التهديدات الإرهابية لا تزال قائمة والحرب على الإرهاب لم تنته بعد، وخاصة في ظل التداعيات التي تشهدها دول الجوار وكثير من دول المنطقة، والأجهزة الأمنية متيقظة لمواجهة أي مخططات".
وعن إعلان تنظيم "أجناد مصر" مسؤوليته عن الحادث، قال "الأجهزة المختصة لا تتعامل مع تنظيمات ومسميات، بل يتم التعامل مع الإرهاب عامة، ويجري حالياً فحص كاميرات المراقبة بمحيط الجامعة للتعرف على الجناة"، مشيراً إلى أن شرطة المفرقعات أجرت عملية تمشيط داخل الحرم الرئيسي لجامعة عين شمس أمس، وذلك بعد الاشتباه في وجود قنبلة داخله، وبعد فحص خبراء المفرقعات، تبين أن نتيجة التمشيط جاءت سلبية، حيث تأكد خلو المكان من أي مواد متفجرة".
من جانبه، قال مساعد وزير الداخلية الأسبق، اللواء حسام لاشين، "هناك بعض المحاذير التي يجب الانتباه إليها، منها تغيير أماكن الخدمات الثابتة، والكشف قبل بداية الخدمة عن المتفجرات، بالإضافة إلى اليقظة وفهم أساليب التأمين الصحيح والتوعية الأمنية الجيدة، فضلاً عن ضرورة وضع كاميرات مراقبة في كل الأماكن التي تشهد وجود عناصر لجماعة الإخوان، ومتابعة الميادين الرئيسية والمظاهرات بعناصر وخدمات سرية، تستطيع أن تحدد العناصر الشديدة الخطورة، وذلك تفادياً لإقدامها على تنفيذ العمليات الإرهابية".
وبدوره، قال الخبير الأمني العميد محمود قطري "الانفجار الذي وقع بمحيط الجامعة عقب تهديد تنظيم أجناد مصر دليل على أن أجهزة الأمن لا تتبع الأمن الوقائي الذي يمنع الجريمة قبل حدوثها، وكل ما تفعله هو ضبط الجريمة بعد وقوعها، ولا بد من انتهاج سياسة أمنية شاملة لمواجهة تلك الجماعات الإرهابية".
إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، السفير بدر عبدالعاطي، تعليقاً على احتمالات تهديدات "داعش" للحدود الغربية المصرية "مصر لديها جيش عظيم، قادر على حماية الحدود، وهناك تحركات نشطة وقوية على جميع المستويات، خاصة السياسية لمتابعة الأوضاع والعمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن الخاص بمنع دخول الأسلحة إلى الميليشيات المسلحة إلى ليبيا، وزيارة وزير الخارجية سامح شكري للجزائر أمس ركزت على الملفات الإقليمية، وعلى رأسها تطورات الأزمة الليبية، وقضية الإرهاب".
من جهة أخرى، حذر سياسيون من محاولة تسلل عناصر الإخوان للبرلمان المقبل، وقالت أستاذة العلوم السياسية، أميرة الشنواني، "الإخوان سيحاولون بكل الطرق خوض الانتخابات البرلمانية، في إطار سعيهم لاختراق البرلمان، ويجب تطبيق مواد الدستور التي لا تسمح بوجود أحزاب سياسية على أساس ديني، لذا لا بد من حل هذه الأحزاب قبل إتمام العملية الانتخابية، وذلك حتى لا نفاجأ ببرلمان فيه مجموعة تعيق العمل التشريعي".