قالت الدكتورة لمياء أحمد شافعي إن أهالي مكة المكرمة لم يطلبوا هبات مالية من الدولة العثمانية، ولكن دافع التكافل الاجتماعي كان حاضرا بين دول العالم الإسلامي، سواء أكان من جانب الحكومات أم الأفراد، لدعم الاقتصاد في موسم الحج. وأثارت الشافعي خلال محاضرتها أول من أمس، في الصالون النسائي بنادي جدة الأدبي، الدعوة لصياغة بعض أهم ملامح "الإرث المكي"، المتمثل في "الصرة العثمانية"، وهي الدعوة التي وجهها صالون أدبي جدة الأدبي لضرورة إعادة إحياء هذا الموروث، عبر عمل درامي يجسد من خلاله تاريخ مكة المكرمة في العهد العثماني ما بين عامي 1389 و1566. حرم القنصل التركي ديلشات أوزاك، التي كان ضمن الحضور أول أمس، أيدت الدعوة وقدمت في مداخلة لها، ملامح تتعلق بالاحتفالات التي كانت تشهدها الدول التي تمر منها الصرة العثمانية، حتى وصولها إلى الديار المقدسة، انطلاقا من منطقة "أوسكدار".
فيما أشارت الشافعي إلى أن الصرة العثمانية كان الهدف الأساسي منها هو منع حدوث هزة اقتصادية وسياسية. ووصفتها خلال محاضراتها بأنها تمثل الميزانية العامة التي تحرك اقتصاد المدينتين المقدستين. الشافعي تعمقت في المفهوم العام للصرة العثمانية، التي أطلقت مجازا على الأموال العينية التي ترسل من الدول الإسلامية، لصرفها على الحرمين الشريفين (مكة المكرمة والمدينة المنورة)، وعلى الحجيج والساكنين فيهما، حيث كانت دول مثل مصر والشام توقف قرى كاملة ومزارع لمكة المكرمة، وفي تونس كانت هناك مزارع كبيرة تسمى (الحبوس)، لأن أموالها محبوسة على الصرة المكية ولكن الاستعمار وضع يده عليها.