تعهد وزير الدفاع العراقي الجديد خالد العبيدي، أمس، بالتحقيق في تراجع الجيش العراقي أمام هجمات تنظيم "داعش" ومحاسبة المسؤولين عن ذلك، مبديا عزمه على "تحرير" المناطق التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف.

وقال العبيدي في خطابه الأول بعد تعيينه في منصبه "سنحقق بعمق وصدق لمعرفة أسباب كل التداعيات السابقة، ونقلها بوضوح وشفافية أمام الرأي العام ليأخذ كل ذي حق حقه".

وأضاف في كلمة بثتها قناة "العراقية" الرسمية "لن نتردد في محاسبة من ثبت إساءته أو تقصيره في أداء مهام واجباته المهنية، أو تلطخت يداه أو استهان بدماء العراقيين من الأبرياء، أو من لم يتحمل مسؤولية".

وتابع "لن نتوانى عن ضرب الفساد والمفسدين، وسنعمل على بناء مؤسسة عسكرية مهنية وفق العقيدة الوطنية"، مؤكدا أن "شعارنا من الآن أن نحارب الفساد والإرهاب في وقت واحد لأنهما وجهان لعملة واحدة".

وأكد العبيدي، وهو سني من مدينة الموصل، عزمه "تحرير المحافظات المنكوبة واستعادة وتحرير كل شبر غال علينا من أرض الوطن وطأته ودنسته حثالات التكفير والإرهاب".

ودعا العراقيين إلى نبذ "الشائعات المغرضة التي تفرق أبناء العائلة الواحدة والعشيرة والمدينة، بأنه جيش طائفة على حساب طائفة أخرى"، في إشارة الى بعض الانتقادات السنية للجيش بأنه تابع للحكومة التي يرأسها شيعي.

ووافق البرلمان العراقي السبت الماضي على تعيين العبيدي الذي كان ضابطا في القوات الجوية في عهد الرئيس السابق صدام حسين.

في إطار تنفيذ العمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، أعلن نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي لـ"الوطن"، أن :" مدينة الرمادي مركز المحافظة وقضاء حديثة وناحية البغدادي وعامرية الفلوجة شهدت حالة من الاسقرار الأمني النسبي بعد تنفيذ عمليات عسكرية مصحوبة بطيران التحالف الدولي"، مشيرا إلى توجيه ضربات جوية: "استهدفت مناطق متفرقة في الرمادي، هي الحامضية والتأميم والجزيرة"، داعيا الأهالي للعودة إلى مساكنهم التي اضطروا إلى تركها بسبب سيطرة تنظيم داعش عليها.

في شأن متصل، أعلن قائد عمليات محافظة صلاح الدين الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي، أمس مقتل قيادي بارز في تنظيم داعش في إحدى مناطق المحافظة.

وقال إن "القيادي في داعش الإرهابي المدعو، زيد عسكر خلف الجنابي، قتل في منطقة البوطعمة".

أمنيا، أفاد مصدر مصدر في وزارة الداخلية العراقية بأن 11 شخصا سقطوا بين قتيل وجريح بتفجير عبوة ناسفة صباح أمس، قرب سوق لبيع الفواكه والخضر في منطقة الجعارة التابعة لقضاء المدائن، جنوب بغداد، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 20 آخرين بجروح متفاوتة.

وفي حادث مماثل بالقرب من مطعم للمأكولات الشعبية في منطقة الباب الشرقي، وسط بغداد، قتل شخصان وأصيب تسعة آخرون.

في هذا السياق، أعلنت الحكومة الأميركية أول من أمس أنها وافقت على بيع ذخيرة دبابات تصنعها شركة جنرال دايناميكس كورب للعراق بقيمة 600 مليون دولار لمساعدة حكومة بغداد على إقامة قدرة دفاعية برية متكاملة.

وأمام الكونجرس 30 يوما من الآن لمنع عملية البيع على الرغم من أن هذا الإجراء نادر الحدوث، إذ إن صفقات الأسلحة تدرس بعناية قبل إخطار الكونجرس.

وأخطرت وكالة التعاون الأمني ??الدفاعي التابعة لوزارة الدفاع "البنتاجون" المشرعين بأن وزارة الخارجية وافقت على بيع 10 آلاف قطعة ذخائر إم831 عيار 120 مليمترا مضادة للدبابات و10 آلاف من الرؤوس الحربية إم 865 عيار 120 مليمترا و26 ألف قطعة ذخائر أخرى، فضلا عن الخدمات اللوجستية.

وفي ما يتعلق بالتحرك العراقي على دول الجوار وصل إلى الكويت أمس رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري استجابة لدعوة من رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم لبحث سبل تطوير التعاون المشترك بين البلدين.

من جهة ثانية، التقى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في طهران أمس، الرئيس الإيراني حسن روحاني، للبحث في مكافحة "داعش"، وذلك بعدما استبعد أي تدخل أجنبي على الأرض لمكافحة المتطرفين.

على صعيد آخر، شكلت الحكومة العراقية لجنة تتولى إعادة النظر بالقوانين الخاصة بعقوبة الإعدام، في إطار سعيها لتحقيق إصلاحات في ضوء برنامجها السياسي.

وقال مدير الرصد والأداء في وزارة حقوق الإنسان، كامل أمين، إن "اللجنة الحكومية المشكلة تعمل على مراجعة منظومة القوانين وتحاول التضييق في استخدام أحكام الإعدام، ومن الناحية العملية الآن لا تصدر الأحكام بالإعدام إلا بجرائم مقترنة بحالة قتل".

ونقلت طائرة تابعة لوزارة الطوارئ الروسية دفعة جديدة من المساعدات الإنسانية إلى بغداد، وزنها 37 طنا، وهي مخصصة للسكان والنازحين والمهجرين قسرا الذين تضرروا جراء استمرار النزاع المسلح مع مسلحي ما يسمى تنظيم داعش في شمال غرب العراق.

وقالت وزارة الخارجية الروسية أمس إن "الجهود الروسية لتقديم الدعم الإنساني للعراق الصديق ستستمر. ويجري التحضير لإرسال طائرة مساعدات أخرى إلى أربيل"، مبينة أن الشحنة تحتوي على مواد غذائية وبطانيات وخيم ومولدات متحركة.