كان سقوط بغداد على أيدي التتار من أكثر الأحداث التاريخية ألما، فقد استباح هولاكو التتاري مدينة بغداد، وأحرق ما تحويها من مظاهر الحضارة والتقدم، وأشعل النيران في مكتباتها المتقدمة، وأغرق جنوده كتبها ومخطوطاتها النفيسة في نهر دجلة حتى انقلب لونه أزرق، ودمرت مبانيها وعمارتها ذات التصاميم الهندسية الفريدة، وفعلوا بها ما لا يتخيله عقل من قتل وتدمير وإحراق.

ما ذُكر لا شأن له بالرياضة وعالمها الواسع، فقد ذُكر للعظة والعبرة، فأحداث التاريخ دائما ما تعيد نفسها، ونادي الشباب الذي تنتظره تحديات مستقبلية يتضح فيها العاشق الحقيقي للكيان من غيره، يمر اليوم بحالة أشبه ما تكون بتدمير حضارة بغداد في زمن الخلافة العباسية.

فبعدما استلم الرئيس الذهبي الأمير خالد بن سعد، مهام الرئاسة فوجئ هو وأنصار ناديه بمقدار الدمار الفني والمالي والإداري الذي حل بأسوار الكيان.

استلم الرئيس الحالي بناء ممزقا ومنهارا بلا أي مقومات فنية أو مالية أو استثمارية تمنحه القوة لمواصلة الطريق نحو البطولات.

ناد تكبله الديون من كل مكان، وتقلقه الشكاوى المقدمة من كل محاكم الدنيا، وتسيطر عليه إدارة استثمار تدير استثماراته بصورة في منتهى الغموض والغرابة، يخيم عليه حالة من الغضب العارم بسبب تأخر رواتب الموظفين لفترة تصل إلى السنة الكاملة.

تم التخلص من ناصر الشمراني ومختار فلاتة وتيجالي بشكل غريب في فترة واحدة، وتحت أعذار واهية ومريبة، وبعد ذلك تبعهم كواك المحترف الكوري، وكان هناك مخطط يلعب من خلف الكواليس لانتقال حسن معاذ إلى الهلال، وكاد ينجح هذا المخطط لو لا تدخل جماهير الشباب ورجالاته.

كان اسم الشباب يستغل لتسويق شركات دون أي عوائد مالية مرضية دخلت فيها المحسوبيات بشكل فاضح والضحية هي ميزانية الكيان المثقلة بالديون.

يضاف إلى كل هذه التحديات التي تواجه الليث وجود تجنيد تويتري وإعلامي يسعى بكل ما أوتي من قوة لإسقاط الإدارة والتشويش عليها وتضخيم أخطائها واختلاق الأكاذيب المنسوجة حولها، حتى يفقد المشجع الثقة في الرئيس الذي أسس شخصية الليث البطل، كل هذا من أجل تشويه تاريخه وإسقاطه بأكثر الأساليب والطرق قبحا وبذاءة.

الرئيس الذهبي خالد بن سعد، مطالب بانتشال الكيان وبنائه من جديد، وتأسيس قواعده من جديد، مع البحث الحثيث عن عقود رعاية حقيقة تدعم الفريق ماليا، فكلنا ثقة بهذا الرجل الذي قدم ثلاثة أجيال كروية تعد أفضل ما أنتجه نادي الشباب، والشبابيون موعودون بجيل رابع بإذن الله، ولكن هذا يحتاج تكاتفا شرفيا وإداريا وجماهيريا حتى يقوم الليث من كبوته، لأن التركة الفنية والمالية التي خلفتها الإدارة السابقة كانت في منتهى الضعف والتهالك.