حمد عبدالعزيز الكتني

مكة المكرمة


كل جانب في حياتنا يحتاج إلى تغذية كي يضمن استمراريته وأقوى الجوانب الذي إن شحنته قوى فيك كل شيء هو الجانب الروحي كما يقول الدكتور علي شراب. ودليل أننا نحتاج إلى شحن روحي، فريضة الصلاة، التي فرضها الله سبحانه علينا خمس مرات في اليوم والليلة، حيث تتم عملية شحننا طرفي الليل وآناء النهار لتكون طاقتنا في أعلى مداها وأوج قوتها.

الصلاة هذه الفريضة المريحة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم "أرحنا بها يا بلال"؛ تشعرك بالراحة وتملأ قلبك بالطمأنينة وتجعلك في توازن مستمر وثبات دائم. الصلاة هذه الصلة الجميلة بين العبد وربه فيها نبوح لله بكل ما فينا من هموم، وفيها نشعر بتمام عبوديتنا لله، في لحظة السجود نكون في تمام القرب منه سبحانه حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد". الله.. ما أجمل لحظة الالتقاء بالله في لحظات السحر وما أعذب تلاوة القرآن في آخر الليل حيث ورد في الحديث "إن الله ينزل في الثلث الأخير من الليل فيقول هل من داع فأستجيب له هل من مستغفر فأغفر له".. حقا.. يا لروعة الصلاة في ذلك التوقيت الهادئ الذي ينام فيه الكثير والذي وصى به النبي صلى الله عليه وسلم: "وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام".. ولما أراد صلى الله عليه وسلم مدح أحد الصحابة قال عنه: "نعم الرجل عبدالله لو كان يقوم من الليل".

الصلاة هذه الشعيرة وهذه العبادة التي نبتهل فيها إلى الله في لحظات إيمانية غامرة، ونتغنى فيها بالقرآن، ونطلب فيها الهداية من الرحمن، لنخرج منها ونحن نرفل في السعادة والإيمان. يقول مصطفى محمود: "الصلاة هي المعراج الأصغر وهي نصيب المسلم من المعراج الأكبر الذي عرج فيه محمد صلى الله عليه وسلم إلى ربه.. وما زالت الصلاة كنزا مخفيا لا نعلم عن أسرارها إلا أقل القليل ولا ينتهي في الصلاة كلام".

حكمة المقال: تقول مي زيادة: "لا أعرف شيئا أجمل وأسمى من الصلاة في أي دين من الأديان هي محاولة للدنو من روح الحياة الكبرى".