هذا صحيح، فالمثل الدارج يقول: "الحاجة أمّ الاختراع"، ولكن ماذا لو حولنا هذا الاختراع المبني على حاجة فعلية إلى مصدر "ثروة" لا تصدق، بالطبع هذه الفكرة لم تخامر فكر الشاب البريطاني "نايك دالوازيو" الذي لم يكن يهدف إلا إلى تحسين طريقة مراجعة دروسه!
كل ما في الأمر أن "نايك" قبل ثلاث سنوات وحينما كان في المرحلة المتوسطة كان يراجع مادة "التاريخ"، وكان يتصفح الشبكة العنكبوتية لمراجعة بعض المعلومات دون نتيجة تذكر، فخطرت في باله فكرة تلخيص الصفحات التي يزورها في بضعة أسطر، بهدف تحديد ما إذا كانت الصفحة تحتوي على موضوع بحثه أم لا.
وعلى الفور بدأ برمجة برنامج يحلّل نصوص الصفحات ويلخصها في عشرات الكلمات، وكان أن أطلق عليه: Trimit، وهي كلمة من أصل إنجليزي تعني "التقليم"، ثم أطلق البرنامج لينجح بشكل باهر، مما شجّع عدداً من المستثمرين على الدخول معه، وتمويل مبرمجين إضافيين لتطوير برنامجه وجعله أكثر دقة، حتى أعيد إطلاقه بعد عام واحد باسم جديد: Summly، بالطبع تضاعف النجاح وحقق البرنامج نصف مليون تحميل خلال فترة قصيرة! بعد ذلك بأشهر قرر محرك البحث العملاق "ياهو" شراء البرنامج من مبتكره الشاب، ولك أن تتخيل أنه باعه بـ30 مليون دولار، أي 112 مليون ريال!
دائماً ما يؤكد "نايك" أن تحقيقه لهذه الثروة ما كان ليحدث لولا حاجته الماسة إلى حل مشكلة أرقته، بالطبع ترافق ذلك مع استعداده الذهني ومهاراته الحاسوبية، كونه تلقى أول "كومبيوتر" من والده وهو في العاشرة من عمره، وسبق أن أطلق لعبة إلكترونية لتمرين عضلات الأصابع، بيد أنه يؤكد أن ثروته القادمة سوف تكون بالتأكيد نتاج حله لمشكلة أخرى تواجهه.
السؤال: ماذا عنا نحن؟ هل سنقتفي أثره ونعمل على حل مشاكلنا وتحويلها إلى مصدر ثروة ونجاح؟ أم نتعايش معها دون أي فائدة؟