مثل متداول، عن فلاح سمع زقزقة العصافير ونقارها صباحا على شجر مزرعته الحافلة بـ"كيزان" الذرة.. علق بقوله: لا خلاف بين العصافير يوجب هذه الضجة فالهدف غلة مزرعتي.

يجرنا هذه إلى ما يجري من أحداث في يمننا الشقيق مذ عرفناه ملكيا متوكليا إلى ثورة عبدالله السلال، وما أعقبها من انقلابات واغتيالات لا حصر لها.. كان المواطن خلالها يصبح جمهوريا ويمسي ملكيا.. لا غاية له إلا الحصول على المادة لا غير.

إلى أيامنا هذه نجد "الحوثي"، يمتد من "صعدة" إلى أرجاء متعددة، بما فيها "صنعاء" العاصمة التي سلمت له مفاتحها بتعاون وتآمر من السلطة دون قيد أو شرط.

لا حظنا أن "الإخوان المسلمين" يتناسون خصومات الماضي، ويذهبون إلى معقل "الحوثي" طلبا للتصالح.

نحن مع الجار العزيز بهذا المسعى، نؤيده ونعين عليه، ونتمنى أن يضع حدا للاحتراب والفرقة بين الأهل والجماعة.

طالما مدّت دولتنا الرشيدة يد العطاء المستمر ولا تزال للإخوة اليمنيين. بذلت مساعيها على امتداد الزمن لإصلاح شأنهم وتوحيد صفهم؛ للأواصر والصلات المتعددة بيننا وبينهم. استقرار الأوضاع لديهم مصدر أمن لنا ولهم، يجب الحرص عليه والتكاتف من أجله.

بعض الأصوات هناك تكرر مطالب فجة وأوهاما ساذجة عن جنوبنا الأخضر، عفا عليها الزمن. انتهت بترسيم الحدود الدولية في عهد علي عبدالله صالح. استمر 30 عاما هو الأكبر منذ حكم التبابعة والأقيال.

نحن نعطي بإرادتنا وحسن تدبيرنا، وفي الوقت نفسه نرفض الابتزاز من أيٍّ كان، فردا أو جماعة.. لا نخشى زقزقة العصافير!