أفهم وأتفهم أن يتم تكريم لاعب حصل على لقب هداف الدوري.. أفهم أيضاً أن يتم تكريم مواطن تبرع بالدم عشر مرات.. أو رجل أعمال تبرع بإنشاء مستوصف على حسابه الخاص.. أو مدير مدرسة متميز طيلة خدمته في التعليم.. أو رجل مطافئ غامر بحياته لإنقاذ عائلة من حريق.. أو جراح قام بعملية جراحية كبيرة.. أو ضابط أمن كبير أو سفير متقاعد أو حتى مستخدم قضى حياته في خدمة مراجعي إحدى الوزارات..

كل هذه الأشياء وغيرها مقبولة..

لكن الذي لا يمكن فهمه حتى لو استعنا بعشرين صديقا هو أن يتم تكريم مديري مستشفى تعاقبوا عليه منذ عشرات السنين؟

وكنا سنلتزم الصمت لو أرفق المكرّم ـ بكسر الراء ـ مسوغات التكريم!

بمعنى: لو شرح لنا لماذا يكرم هؤلاء.. وما هي إنجازاتهم حتى يتم تكريمهم؟ وهل بالفعل خدموا القطاع الصحي، ولم يعد هناك أي شكوى من رداءة الخدمات الصحية التي يشرفون عليها؟

أحد المستشفيات في إحدى المناطق قام بإقامة حفل تكريم كبير للمديرين المتعاقبين على إدارة المستشفى منذ تأسيسه قبل أكثر من 30 عاماً وعددهم 14 مديرا.. الحفل تم تحت رعاية مدير الشؤون الصحية!

هذا ضحك على الناس.. وفيه استهانة بالغة بمشاعر الناس الذي فقدوا أقرباءهم في هذا المستشفى.. فيه استفزاز واضح للمواطن الذي يقضي الساعات الطويلة بحثا عن موعد في هذا المستشفى.. اسألوا الناس : هل يستحق هؤلاء التكريم؟ ـ الناس شهود الله في أرضه.

عندما زار وزير الصحة السابق/"حمد المانع" ـ مستشفى حائل العام قام مدير المستشفى بأخذه في جولة إلى أسوأ ما في المستشفى ليرى بعينه القصور ويعالجه ـ في بادرة غير مسبوقة ـ ذاك هو المدير الذي يستحق التكريم.. أما الذين يلمعون البلاط ويعطرون الممرات قبل الزيارات فلا يستحقون التكريم.. صدقوني التكريم يفقد قيمته حينما يحصل عليه كل من هب ودب.. كيف عندما يصبح مستفزا للناس؟!