أكثر من عشرة أيام والمجتمع الكروي السعودي ينتظر بفارغ الصبر اجتماع اتحاد كرة القدم الهام الذي عقد مساء أول من أمس في جدة، بعد خسارة مريرة لكأس الخليج أمام قطر، وحدوث كثير من الأمور قبل وأثناء وبعد البطولة نظرا لأهمية المرحلة وصعوبة الأوضاع وقرب كأس الأمم الآسيوية.
لكن المجتمعين خيبوا آمال الجماهير الرياضية العاشقة للعبة كرة القدم من خلال قرارات عادية جدا ومعروفة سلفا، مثل إقالة لوبيز وتشكيل لجنة لدراسة هيكلة الاتحاد ووضع استراتيجيات وتحديد موعد عقد جمعية عمومية في فبراير المقبل أي بعد ثلاثة أشهر وبعد التأكد مما سيحدث في أمم آسيا 2015.
اجتماع هام وحاسم بين دورة الخليج التي خسرها المنتخب وكأس الأمم الآسيوية وفي مدة لا تتجاوز الشهر، وهناك عدد من الملاحظات والأخطاء والمخالفات والتجاوزات، لكن مجلس الإدارة لم يستطع مواكبة الحدث ومناقشة القضايا الحيوية الهامة التي تعدل المسار المائل للاتحاد سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي.
كنت أتمنى مناقشة أحداث دورة الخليج العربي بدءا من التنظيم واللجان العاملة وتقديم الشكر لمن عمل واجتهد، ومرورا بالغياب الجماهيري، وانتهاء بالخسارة المؤلمة على أرضنا وبين جماهيرنا دون نسيان تصريحات بعض أعضاء المجلس حول ما دار في الدورة قبل وأثناء إقامتها.
كنت أنتظر إصدار بيان تفصيلي واضح وشفاف ودقيق حول كل ما يتعلق بالبطولة وموازنتها وتكاليفها والعوائد المالية، وكم وفر الاتحاد من بيع حقوق النقل بالأرقام وبدقة.
كنت أتمنى أن تتم مناقشة المشاركة في أمم آسيا 2015 من جميع النواحي الفنية والإدارية والتنظيمية، ومن يحق له حضورها من أعضاء مجلس الإدارة وأعضاء اللجان ورابطة المحترفين وآلية الحضور، وماذا ننتظر من منتخبنا وإعداد الدراسات والتوقعات عن المنتخبات المشاركة وعرضها على مجلس الإدارة.
كنت أتمنى أن تتم مناقشة موضوع الجمعية العمومية بإسهاب بالغ وعدم الاكتفاء بتحديد الخامس من فبراير موعدا لعقدها!.
كنت أنتظر أن تتم مناقشة تدخل اللجنة الأولمبية بشكل مستفيض وإصدار بيان يوضح موقف الاتحاد منه سواء بالموافقة أو الممانعة.
كنت أنتظر أن تتم دراسة موازنة الاتحاد وملابسات ما نشر حولها وعدم دقتها وإصدار بيان واضح في ذلك خصوصا أن الجمعية العمومية لم تعقد منذ عام ونصف العام، وبالتالي كان مهما جدا إصدار بيان تفصيلي عن مصروفات وإيرادات الاتحاد يطلع ويوافق عليه أعضاء مجلس الإدارة.
كنت أنتظر مناقشة أداء بعض اللجان وخصوصا لجنة المسابقات التي دار حولها لغط كبير في الفترة الماضية وإمكانية حلها وإعادة تشكيلها أو مناقشة مخالفاتها التي حدثت في هذا الموسم.
للأسف المماطلة والتسويف والتأجيل لا يمكن أن تصنع حلا للمشاكل، والشيء الوحيد الذي بإمكانه وضع نهاية للأخطاء والتجاوزات والمخالفات هو اتخاذ قرارات حاسمة حتى لو كانت مريرة، لأن السقوط إن حدث فسيندم كثيرون حينها لعدم اتخاذ الإجراءات المناسبة، ولكن حينها لن ينفع الندم.