التفكير في المستقبل أحد أهم ركائز التخطيط، لكن فقط لمن يحملون هَم الأجيال القادمة، ولأننا في المملكة نعتمد على النفط بنسبة كبيرة لتسيير أمورنا وضخ الأموال وتنمية الوزارات والمنظمات، فإن ذلك يسبب لي القلق كلما تبادر إلى ذهني سؤال: ماذا سنفعل بعد آخر قطرة نفط؟!

لا شك أنه يوما ما سيكون النفط لا قيمة له، إما لانعدامه أو لظهور خيار آخر قد يصل إليه عقل الإنسان، لذلك علينا من اليوم أن نعد العدة ونفكر لأحفادنا، فكيف يكون ذلك يا أصحاب الشأن؟

يوماً ما سينضب النفط ولن يبني المكان إلا العلم والإنسان، ومع ذلك أخشى على وطني من مروجي الأحلام الكاذبة كمن جعلنا نحلم بسيارة غزال، وكيف أننا لبسنا "طربوش" صناعة السيارات وعندما جد الجد اكتشفنا أنها مجرد "طرطيعة" صوتية لا حقيقة لها، وقبل أيام قرأت عن احتفال جامعة أم القرى بـ100 اختراع ومخترع، وبعد الاحتفال بأيام معدودة كانت ساحات الجامعة تسبح في بركة مياه بعد المطر! فهل عجزوا عن إيجاد اختراع واحد فقط من الـ100 يحل مشكلة تجمع المياه في الحرم الجامعي؟!

ربما ثمة بصيص أمل أستجديه لنفسي حين أسترجع كل هذا القلق، وأقول: البركة في المبتعثين والمبتعثات، عليهم من اليوم أن يفكروا في نقل المملكة من استهلاك النفط إلى تحريك عجلة الاقتصاد المعرفي، فللوطن علينا دَينٌ وردُ الدين يكون بتجيير العِلم لخدمة العَلم الأخضر الذي لا يُنَكَّس.

خاتمة: كنت أتوقع أن أسمع وغيري عن رؤية وزارة التخطيط للمستقبل وما الجهود الذي تقدمه انطلاقاً من دورها وواجبها كوزارة تمثل حجر الأساس لاستشراف الغد، فبالله عليكم إن عرفتم أخبروني!