فشلت برامج اكتشاف المواهب، وعلى مدار السنوات العشر الماضية، في إفراز موهبة حقيقية يمكن إضافتها إلى الساحة الغنائية، ورغم أن هذه النوعية انتشرت في وطننا العربي عبر الفضائيات المختلفة، ورغم كل الأموال والميزانيات الضخمة التي تنفق عليها، إلا أن محصلتها ـ بحسب آراء النقاد وصناع الموسيقى ـ كانت "صفرا".
وبدأت هذه الفكرة قبل عشر سنوات من خلال برنامج "أستوديو الفن" بلبنان، أعقبها برنامج في مصر حمل اسم "ستار ميكر"، ليظهر بعد ذلك "ستار أكاديمي"، الذي يعرض حاليا للموسم العاشر منه، لتتسابق الفضائيات فيما بينها في إنتاج تلك النوعية من البرامج، ليخرج إلينا برامج بالفكرة نفسها والهدف ولكن بأسماء مختلفة مثل "ذا فويس"، "آراب أيدول"، و"أحلى صوت"، و"إكس فاكتور"، و"آراب جوت تالنت"، فيما طورت بعض الفضائيات الفكرة لتقدم مواهب في الغناء الشعبي تحت اسم "نجم الشعب"، "لسه هانغني".
الموسيقار حلمي بكر، قال "إن جميع برامج اكتشاف المواهب المعروضة حالياً فشلت في تقديم موهبة فنية شاملة تنجح في اقتحام وجدان وشعور الجمهور، خاصة أن الموهبة التي تفوز في النهاية، لا تلقى غالبا الدعم المادي أو المعنوي الذي يؤهلها لأن تصبح موهبة حقيقية فيما بعد". وأضاف أن "الهدف الأساسي من وراء تلك البرامج هو الكسب المادي، وتحقيق الأرباح، من خلال تصويت الجمهور".
أما الملحن والموسيقار هاني مهنا، فيرى أن "هذه البرامج في غالبيتها تعمل لصالح المنتج الذي يحقق مكاسب من خلال مشاركة النجوم في لجان التحكيم، فتزيد حصيلة الإعلانات والاتصالات". وأضاف أن "الهدف المعلن من هذه البرامج إثراء الحركة الغنائية بأصوات جيدة، ولكن ما يحدث عكس ذلك، فبمجرد انتهاء الحلقات يختفي الفائز.
أما الناقدة الفنية نهى جاد، فأكدت أن "تلك البرامج لا يمكن الاعتماد عليها في اكتشاف المواهب، لوجود خلل في طرق إعدادها، والتصويت بها، وهو ما يؤدي إلى أن تكون المحصلة "صفرا"، وخير دليل على ذلك أن الفائز رغم التسليط الإعلامي لا يشعر به الجمهور، ويتوارى عن الأضواء بسرعة".