ليست هناك مبررات حقيقية ليكون حديثي التخرج ضحايا للتوظيف، وإذا كانت هناك اختلالات في سوق العمل تتحملها فقط وزارة العمل والجامعات والمعاهد الفنية والمهنية، ومن خلال تقاربي مع كثير من الخريجين الذين يتواصلون معي وأقف على وجه الدقة على المعاناة الوظيفية والنفسية التي يعيشونها انتهيت إلى ذلك الاستخلاص بأن وزارة العمل والجامعات هما الجهات التي تتحمل مسؤولية تلك المعاناة.
ليس مهما أن تستوعب الجامعات طلابا لمجرد الدراسة ورفع "تارقت" مخرجاتها التي تضل سوق العمل وربما لا يرغب بها، وذلك يعكس أداء أكاديميا سلبيا على تلك الجامعات لأن خريجين لا يحصلون على وظائف، ثم إن وزارة العمل معنية بدراسة أعداد الخريجين وتوجيههم سنويا إلى وجهاتهم الوظيفية وليس مجرد إحصاءهم.
استعرض في هذه المساحة معاناة طالبات الامتياز بالتمريض اللاتي تخرجن في جامعة الملك عبد العزيز، ورغم أنهن يعملن لأكثر من نصف اليوم من خلال نظام "الشفتات" الصباحية والمسائية، فإنهن في خاتمة المطاف لا يحصلن على مقابل مادي مجز يتعرض للتآكل سنويا فيما الواقع يقول إنه مع سنوات الخبرة والتضخم يزداد الراتب، ولكن معهن يحدث العكس، ففي العام 2005م كنّ يحصلن على راتب يصل إلى 7500 ريال هبط بالزانة إلى 5000 ريال ثم انخفض مرة أخرى إلى 2750 ريال وانتهى به الحال إلى 2500 ريال بحجة غلاء المعيشة التي يفترض أن تزيده لا أن تنقصه!!
وقد رفعت المتضررات خطاباتهن إلى الجهات المعنية وكل من له علاقة بحالتهن الوظيفية، إلى أن عدن إلى مكتب مدير الجامعة التي تخرجن فيها، وطلبن رفع خطاب منه إلى وزير التعليم العالي، ولكن دون جدوى، وذات المعاناة تحصدها خريجات العلوم الطبية التطبيقية، وكل المطلوب ألا تنتهي سنة الامتياز دون حصول هؤلاء على أبسط حقوقهن ورفع قيمة المكافأة، وليس ذلك صعبا ولكن الصعوبة في البيروقراطية التي نعاني منها.