تواصل مسلسل الاعتداء على الجيش اللبناني، حيث أطلق مسلحون النار على حافلة تقل جنودا على طريق عام حلبا – القبيات في بلدة البيرة في عكار، مما أدى إلى مقتل الجندي جمال جان الهاشم، فيما أصيب جندي آخر من بلدة عندقت وحالته حرجة. وقامت عناصر من الأدلة الجنائية في الشرطة العسكرية بمسح موقع الجريمة والكمين الذي نصبه المسلحون المجهولون فجراً، ولاحقا أفيد عن توقيف 40 سورياً في مداهمات نفذها الجيش في بلدة البيرة وخربة داوود في عكار على إثر الحادث. وصدر عن قيادة الجيش بيان قالت فيه: "إنها فرضت طوقاً أمنياً حول مكان الحادث، وباشرت تنفيذ عمليات تفتيش ودهم، بحثاً عن مطلقي النار لتوقيفهم وإحالتهم على القضاء المختص".

في غضون ذلك، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ"الوطن": "إن هناك مخاوف حقيقية من توسع المواجهة بين حزب الله والنصرة بطريقة تؤدي إلى أحداث دراماتيكية من نوع انتقال المعركة إلى عقر دار حزب الله، وذلك بعد نجاح المسلحين السوريين في معركة بريتال، وتكبيد الحزب خسائر كبيرة". واستدلت المصادر بزيارة أمين عام حزب الله حسن نصر الله الأخيرة لرفع المعنويات والدفع بالبيئة المؤيدة له إلى مواصلة زج شبانها في المعركة، بعد أن أظهرت العشائر البقاعية انزعاجها من حجم الخسائر التي تقع في صفوف أبنائها في القلمون، وبعد أن كثرت التساؤلات حول الجدوى من القتال في سورية، والتدخل في أزمة عجزت الدول الكبرى عن حلها".

وأشارت المصادر إلى أن إيران "حاولت رفع معنويات الحزب فأرسلت ألفي مقاتل من الحرس الثوري إلى سورية بهدف تخفيف العبء عن مقاتلي الحزب المنهكين من المعارك اليومية"، معتبرة أن قرار الانسحاب ليس بيد حزب الله، بل تقرره أجهزة الأمن القومي الإيراني، ولذلك عمد تكرار حملاته الإعلامية التي تزعم أنه لولا تدخل الحزب لكانت داعش في جونية، إلا أن هذه الحملات لم تجد سوى تندر اللبنانيين وسخريتهم.

من جهة أخرى، أكد مصدر أمني مسؤول اتجاه الجيش اللبناني لرفض "الهبة" العسكرية التي أعلنت إيران أنها تتجه لتقديمها للجيش في شكل أسلحة، مشيرة إلى أن أسباباً متعددة تمنع قبول تلك الهبة، في مقدمتها إصرار طهران على أن تكون الهبة في شكل أسلحة وليس في صورة اعتمادات مالية تمكن الجيش من اختيار السلاح الذي يريده، والمصدر الذي يراه مناسباً، كما فعلت حكومة المملكة العربية السعودية.

وقال المصدر الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه في تصريحات لـ"الوطن": "لا يمكن للحكومة أن تقبل هذه الأسلحة، لأنها صناعة إيرانية، وهذه الصناعة الحربية لم تثبت فاعليتها القتالية في أي مكان. كما أن امتلاك طهران لتقنيات هذه الأسلحة يتطلب بالتأكيد إرسال خبراء وعسكريين لبنانيين للتدرب على كيفية استخدامها، وهذا في حد ذاته مصدر كبير للمخاوف، لأن هؤلاء المبتعثين سيخضعون حتماً لمحاولات غسيل دماغ، بغرض استمالتهم إلى ما يسمي بمحور المقاومة والممانعة".