أجبرت التطورات الأخيرة في العاصمة صنعاء وعدد من مناطق البلاد جماعة الحوثي على إزالة مخيمات اعتصامهم الواقعة في شارع المطار، والقريب من عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية المهمة في العاصمة. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن الحوثيين شوهدوا وهم يقومون بإزالة الخيام التي نصبوها منذ نحو شهرين في العاصمة صنعاء. وأوضح بيان باسم اللجنة المنظمة للاعتصامات التزامها بتنفيذ ما ورد في اتفاق السلم والشراكة.
في غضون ذلك، دعت أطراف قبلية وسياسية في محافظتي إب وتعز، اللتين تشكلان إقليم الجند، إلى تشكيل ما سمي "جيش السنة" لمواجهة تمدد جماعة الحوثي، الموالية لإيران، خاصة بعد استيلاء الجماعة على محافظة إب والتحضير لاقتحام مدينة تعز، في وقت دارت فيه معارك شرسة بين القبائل في إب وميليشيات جماعة الحوثي أودت بحياة ما يقرب من 10 أشخاص وإصابة عشرات آخرين، فيما دعا محافظ إب الحوثيين إلى الخروج وعدم التسبب في مزيد من المآسي للناس.
وكان ائتلاف قبلي مسلح مناهض لجماعة الحوثي قد استعاد السيطرة على معظم أنحاء محافظة إب، عقب تمكنه من طرد الحوثيين الذين بادروا إلى شن حرب عصابات متفرقة في العديد من شوارع عاصمة المحافظة، مما أسفر عن مصرع وإصابة عدد من الجانبين.
وأكدت مصادر قبلية بالمحافظة لـ"الوطن" أن ائتلافاً مسلحاً يضم عدداً من القبائل تمكن من استعادة السيطرة على معظم أنحاء عاصمة المحافظة وإجبار المسلحين على التراجع إلى خارج المنافذ، والتمترس في مواقع متفرقة داخلها، ما تسبب في اندلاع حرب شوارع على نطاق واسع.
وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين قاموا بقصف التل الذي يقع فيه مبنى الإذاعة المحلية، والذي احترق بالكامل، إضافة إلى قصف منزل مدير أمن المحافظة فؤاد العطاب الذي رفض الانصياع لمطالبهم بالتنحي عن منصبه وتسليم مديرية الأمن.
ولفتت إلى أن مسلحي الائتلاف القبلي منحوا الحوثيين مهلة زمنية تنتهي اليوم، للانسحاب من عاصمة المحافظة وإخلاء المواقع والمقرات الحكومية التي قاموا بالاستيلاء عليها فور اجتياحهم للمحافظة. وتزامنت التطورات المتصاعدة في إب مع استعدادات دشنتها قوات المنطقة العسكرية الرابعة، التي يقودها اللواء محمود الصبيحي لخوض معركة دفاع عن محافظة تعز التي يحاول الحوثيون فرض سيطرتهم عليها، من خلال إبرام اتفاقات مع السلطة المحلية وبعض رجال القبائل النافذين. وقوبل التوسع المتزايد للحوثيين في المحافظات السنية بردود أفعال تجاوزت مجرد الاستنكار والسخط الشعبي الى نمط غير مسبوق من التداعيات، من أبرزها الاعلان عن تأسيس ما يسمى "جيش أنصار السنة" في إقليم الجند، الذي يضم محافظتي تعز وإب، والذي ترافق مع دعوة وجهها أحد أبرز الوجاهات القبلية المنتمية لحزب التجمع اليمني للإصلاح في محافظة تعز الشيخ حمود سعيد الخلافي للعسكريين المنحدرين من المحافظتين الأكثر اكتظاظا بالسكان في البلاد والمنخرطين في صفوف الوحدات العسكرية والأمنية بسرعة مغادرة وحداتهم وثكناتهم العسكرية والعودة للمشاركة في تأسيس جيش "أنصار السنة" لمواجهة نزعة التوسع الحوثية وخوض معارك التحرير ضد مسلحي الجماعة الذين سيطروا على محافظة إب ودشنوا تحركاتهم المسلحة لاجتياح تعز، الذي يرى كثير من المراقبين أن موضوع دخولها من قبل جماعة الحوثي ليس إلا مسألة وقت.