نددت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) بالتخريب الهمجي الذي تعرض له في الآونة الأخيرة العديد من مساجد العاصمة الليبية طرابلس، التي تهيمن عليها ميليشيات إسلامية، ودعت إلى حماية التراث الليبي. وأشارت اليونيسكو في بيان إلى تعرض ثلاثة مساجد في طرابلس لهجمات منذ بداية أكتوبر. وأوضح البيان "في 7 أكتوبر هاجم مسلحون وخربوا مسجد (أحمد باشا) القرمنلي، أحد أجمل وأشهر مساجد طرابلس" الذي يعود إلى القرن 18.

وبعد ذلك بأربعة أيام في 11 أكتوبر "تعرضت المدرسة التاريخية عثمان باشا التي يستخدمها الصوفيون بطرابلس إلى أضرار ونهبت من قبل مسلحين". وأضاف البيان أنه في اليوم ذاته "صد متطوعون محليون مهاجمين" حاولوا تخريب مسجد درغوث باشا، وهو أيضا معلم تاريخي أقيم تخليدا لذكرى أول وال عثماني على طرابلس. وقالت ايرينا بوكوفا المديرة العامة لليونيسكو "أدين بشدة هذه الهجمات الأخيرة على مبان من التراث الثقافي والديني لمدينة طرابلس العتيقة"، مشيدة "بالمواطنين المتطوعين الذين حموا مسجد درغوث". ودعت بوكوفا إلى "حماية التراث الثقافي لليبيا في ظل الوضع الحالي الذي يشهد مزيدا من انعدام الأمن والاستقرار". ومنذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011 تفرض الميليشيات المختلفة التي حاربته سطوتها على البلاد التي غرقت في فوضى ولم تتمكن أي سلطة من إعادة النظام إليها. كما تشهد ليبيا فوضى مؤسساتية لا سابق لها مع حكومتين وبرلمانين. ومنذ 2011 دمر إسلاميون متطرفون العديد من الأضرحة مستخدمين جرافات ومتفجرات. ويعتبر هؤلاء المتطرفون أن تلك الأضرحة التي أقميت تكريما لأولياء صالحين، تتعارض مع فهمهم للدين الإسلامي. واستهدف هجوم بالمتفجرات في نوفمبر ضريحا في تاجوراء بالضاحية الشرقية للعاصمة يعود إلى القرن السادس عشر ويعتبر أحد أقدم معالم العاصمة.

وفي مارس 2013 فجر عشرات الإسلاميين ضريح الشيخ عبدالسلام الأسمر المرجع الصوفي الذي عاش في القرن السادس عشر في زليطن (160 كلم شرق طرابلس) ويعتبر أهم الأضرحة الصوفية في ليبيا. كما تعرضت مكتبة وجامعة باسم هذا المرجع الصوفي لعمليات تخريب ونهب.