طالب وزراء الثقافة والإعلام الخليجيون بتشجيع قيم التسامح والوسطية، وإشاعة ثقافة المحبة والسلام في مجتمعاتهم، ومقاومة ما يمكن أن يغزوه من تعصب فكري أو تطرف مذهبي.

وقال الشيخ سلمان الصباح في مستهل أعمال اجتماع وزراء الثقافة: إن الاجتماع يأتي استكمالا لإنجازات كبيرة تحققت خلال سنوات من العمل الخليجي في مختلف المجالات ومنها المجال الثقافي، مبينا أن طريق العمل الثقافي لا يزال طويلا لإنجاز المشاريع من أجل مستقبل حافل بالاستقرار والتنمية الشاملة تحظى فيه شعوب الخليج بنصيبها من الفكر المستنير والرؤية. وأضاف: في ظل تسارع الأحداث التي تحيط بدولنا وشعوبنا على المستويين الإقليمي والدولي، صار يتعين علينا أكثر من أي وقت مضى المسارعة إلى تطوير مشاريعنا الثقافية، وإحداث أدوات متطورة تحفظ هويتنا الخليجية العربية، وتصون استقرار دولنا وشعوبنا، من خلال تشجيع قيم التسامح والوسطية، وإشاعة ثقافة المحبة والسلام في ربوع مجتمعاتنا، ومقاومة ما يمكن أن يغزو مجتمعاتنا من تعصب فكري أو تطرف مذهبي. وبين أن المجتمع الخليجي بحاجة حقيقية وماسة إلى بناء جسور للتعاون بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني، من خلال دعم المبادرات الخاصة للأفراد، وتشجيع العمل التطوعي، مع ضرورة تطوير الآليات الثقافية المرتبطة بقطاع الشباب الذين يمثلون شريحة عريضة، مفيدا أن من أهم عوامل الاستقرار الاجتماعي إشاعة ثقافة تقوم على التصالح والإيمان بأن اختلاف الآراء هو إثراء للمجتمع وتعزيز لقدراته، دون الإخلال بمصلحة الوطن والمواطن. وأكد الأمين العام لمجلس دول مجلس التعاون الدكتور عبداللطيف الزياني، أن انعقاد هذا الاجتماع يأتي في ظل ظروف سياسية وأمنية معقدة وحساسة، وتحديات تواجه المنطقة وتهدد مستقبل أجيالنا ومكتسباتنا وما حققته التنمية عبر عقود. وأضاف الزياني "في ظل ما تشهده المنطقة من اضطراب سياسي وصراعات دموية نمت ونشّطت حركات إرهابية متطرفة، وانتشر فكر طائفي بغيض، وعلا صوت التكفير والكراهية بصورة لا تعكس حقيقة مجتمعاتنا ولاتعبر عن هويتنا الثقافية التي تستمد قيمها ومبادئها من حضارتنا العربية الإسلامية التي تدعو إلى التآخي والتآلف، وتحض على التعايش والتراحم، ولفت النظر إلى أن أكثر المتأثرين والمستهدفين من هذا الفكر الضال، هم شبابنا عماد المستقبل، وأملنا الذي ننتظر، مبينا أن قادة الثقافة ومسؤوليها مطالبون بوقفة جادة للنظر بعمق في هذه الظاهرة، وتدارس أسبابها ودوافعها والجهات التي تقف وراءها، واقتراح الرؤى والأفكار والحلول المناسبة لمواجهة هذا الفكر المرفوض، حماية للأجيال من آثاره المدمرة.