فيما غادر 50% منهم الأراضي السعودية بعد إكمالهم مناسكهم، شرعت وزارة الحج في التوسط لدى جهات الاختصاص لمنح نحو 500 حاج سوري مهلة للبقاء داخل المملكة، بسبب الأوضاع المأساوية التي تعيشها مدنهم المدمرة.

وأبلغ "الوطن" رئيس مكتب شؤون حجاج سورية التابع للائتلاف الوطني السوري محمد خالد كوكي، أن وزارة الحج رفعت رسميا بخطاب لوزارة الداخلية لإمهال ما تبقى من الحجاج السوريين فرصة إضافية للمكوث في مكة المكرمة، وذلك بعد انتهاء عقد الإيجار السكني الخاص بهم في أحد فنادق العاصمة المقدسة.

ونفى كوكي، ما تم تداوله بشأن حدوث احتجاجات للحجاج السوريين تطالب بعدم العودة إلى بلدهم أو نقاط وجودهم في دول الجوار الحدودي.




كشفت مصادر مطلعة لـ"الوطن" عن أن وزارة الحج رفعت خطاباً إلى الجهات المختصة "وزارة الداخلية"، تستأذن فيه إمهال ما يزيد عن 500 من الجحاج السوريين في تأخير عودتهم بسبب الأوضاع المأساوية التي تعيشها مدنهم المدمرة داخل سورية.

ويأتي قرار الاستئذان الذي أكده لـ"الوطن" رئيس مكتب شؤون حجاج سورية التابع للائتلاف الوطني السوري محمد خالد كوكي، بعد التشاور بشأنه مع مدير فرع وزارة الحج بمنطقة مكة المكرمة الدكتور أمين فطاني، بعد انتهاء عقد الإيجار السكني لنحو 500 حاج سوري بأحد فنادق العاصمة المقدسة، نافياً في الوقت نفسه ما تداولته بعض مقاطع الفيديو من حصول احتجاجات للحجاج السوريين تطالب بعدم العودة لبلدهم أو نقاط تواجدهم في دول الجوار الحدودي مع سورية وهي تركيا والأردن ولبنان، بالإضافة إلى مصر التي يمكث بها عدد غير قليل من اللاجئين السوريين، التي لا ترتبط بأي حدود جغرافية مباشرة مع سورية.

ويشير مسؤول الحج السوري إلى أن نسبة كبيرة من الحجاج السوريين قد غادروا بالفعل الأراضي السعودية من منفذي مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة وأن نسبتهم تتجاوز الـ 50% تقريباً من أصل 12 ألف حاج، كاشفاً أن رحلة المغادرة الأخيرة المقررة على الحجاج السوريين ستكون الأحد المقبل التاسع عشر من أكتوبر الجاري.

وأشار كوكي إلى وجود تخوف لديهم قبل القدوم للمشاعر المقدسة من ازدياد طلبات اللجوء في المملكة وعدم المغادرة، مع محاولاتهم الحثيثة في تعريف حجاجهم بقوانين تخلف الحجيج المنصوصة في ضوابط المديرية العامة للجوازات بالمملكة، وبين أنهم ألصقوا في جوازات حجيجهم أنظمة المملكة المرعية وعقوبات تخلف الحجيج، وقال :"إننا تخوفنا أن يزداد العدد إلى ما يقرب 1000 من الحجاج الذين يرغبون بالبقاء في المملكة، وكنا نخبر من يود الجلوس وعدم المغاردة أننا لا نملك سلطة أو صلاحيات".

وحيال عدم قيام بعثة الحج السورية بإقناع حجيجهم بالمغادرة، قال كوكي: "ليست لدينا صلاحيات واسعة عليهم، لأنه لا توجد لدينا ممثلية دبلوماسية "قنصلية أو سفارة" في المملكة للائتلاف السوري تستطيع القيام بذلك".

وأضاف كوكي أن حصة سورية سنوياً من الحجاج ما يقرب من 24 ألف حاج، إلا أن البعثة قررت تخفيض العدد إلى النصف 12 ألف حاج، لتجويد الخدمات ووزعت الحصص بالتساوي بين الداخل السوري ودول الجوار الإقليمي، وكشف أن عدد حجاج سورية العام المقبل سيرتفع إلى ما يقرب من 15 ألف حاج، وبخاصة بعد استمرار قرار خفض أعداد الحجيج إلى 20%.