عزا مصدر وزاري لبناني، تدهور الأوضاع في لبنان، لا سيما في مدينة طرابلس، لوجود ما وصفه بـ"طابور خامس" يدور في فلك حزب الله، يسعى لخلق مواجهة مع الجيش اللبناني، والأهالي في الشمال اللبناني. وقال المصدر - الذي فضل عدم الكشف عن هويته - لـ"الوطن": "الطابور الخامس اصطدم بعمل مستمر ودؤوب لتجنيب المدينة هذه المواجهة"، مما قاد إلى أن يعم السلم تلك الجهة من الأراضي اللبنانية.

وأشاد المصدر بالاتفاق الذي حصل بين الفعاليات السياسية الطرابلسية الرامية لإنهاء ظاهرة "الموسوي" وتسليم دار الفتوى مسجد التبانة، مؤكداً في الوقت عينه أن التسيب الأمني انتهى في باب التبانة". وعلى خط مواز، طمأن المصدر بأن "الوضع في طرابلس عاد إلى طبيعته، والجيش يستكمل تنفيذ خطّة انتشاره بعدما تعهّدت المرجعيات الطرابلسية إنهاءَ كلّ مظاهر الانفلات والشعارات الاستفزازيّة". يأتي ذلك، فيما لا يزال ملف العسكريين المخطوفين يتصدر واجهة المشهد السياسي اللبناني، وفي وقت ناقش مجلس الوزراء هذا الملف من باب العناوين العريضة، دون الخوض بأي تفاصيل ذات صلة بالمستجدات لأن التداول بالتفاصيل لا يتم إلا ضمن إطار اللجنة الوزارية الأمنية، أو ما يسمى بـ"خلية الأزمة" المختصة، برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام، وذلك انطلاقاً من حرص الدولة على مبدأ السرية. في غضون ذلك، لوح أهالي العسكريين بالتصعيد، إذا لم يلمسوا تقدماً أو تعاطياً جاداً مع هذا الملف، وحذروا من حرق سماء بيروت بالإطارات المشتعلة، مهددين بتصعيد يشمل كل المناطق، بعدما أمهلوا الحكومة 24 ساعة إضافية لطمأنتهم، وكان البارز تلويح والدة أحد العسكريين المخطوفين بإحراق نفسها محمّلة الدولة مسؤولية ذلك.

ولامتصاص غضب الأهالي، عقد رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير لقاءً مع ذوي المختطفين، بتكليف من رئيس الحكومة تمام سلام، حيث لمسوا منه جدية وتصميما "رغم الشوائب"، معلنين تأجيل التصعيد، مؤكدين أنه سيبقى بحسب الظروف. يأتي ذلك فيما استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان في دار الفتوى ببيروت أمس، معالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان علي بن سعيد بن عواض عسيري.

وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وتعزيز التعاون بينهما في المجالات كافة. وأثنى مفتي الجمهورية اللبنانية على دور المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وعلى الجهود المشكورة التي تقوم بها في العالمين العربي والإسلامي، خاصة في مساعدة لبنان والوقوف إلى جانبه بدون تفرقة أو تمييز.