في وقت سيطر فيه عناصر يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة ليل أول من أمس، على مديرية العدين التابعة لمحافظة إب في جنوب غرب اليمن، ردا على سيطرة المتمردين الحوثيين على مركز المحافظة، قالت مصادر محلية إن جماعة الحوثي تسعى إلى استثمار الانتصارات التي حققتها مليشياتها المسلحة بالسيطرة على عدد من محافظات اليمن في الأيام الأخيرة بفرض رؤاها على الرئيس عبدربه منصور هادي، بعد أن بدأ الصراع في البلاد يأخذ طابعاً طائفياً على إثر سيطرة القاعدة على بعض المناطق في إب والبيضاء، وسط اليمن. وأكدت المصادر أن هناك اتفاقا تم بين الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح، بهدف إسقاط المحافظات دون أي تدخل من الجهات المعنية والوحدات العسكرية والأمنية.

وكانت مصادر أمنية ومحلية قد أفادت بأن مسلحين من القاعدة "سيطروا على العدين بعد أن شنوا هجوما على مديرية الأمن ومبنى السلطة المحلية ومركز البريد والبنك التجاري في المدينة"، مشيرة إلى أن المسلحين نهبوا أموالاً كانت في البنوك، قبل أن تتم مواجهات استمرت لخمس ساعات مع بعض حراسات البنوك ومقرات الأمن التي تم إحراقها بالكامل أسفرت عن مقتل خسة أشخاص واعتقال عدد آخر.

واعتبر مصدر محلي أن سيطرة القاعدة على المدينة يأتي رداً على تسليم مركز إب لجماعة الحوثي، التي كانت تفكر في السيطرة على مدينة تعز، قبل أن يتم توقيع اتفاق على تجنيب المدينة مخاطر مواجهات واسعة.

وقالت المصادر إن مجاميع قبلية مسلحة بدأت بالتوافد أمس من مختلف مديريات محافظة إب للمطالبة بإخراج مسلحي الحوثي من المحافظة، حيث شوهدت عشرات السيارات بمختلف أنواع الأسلحة تجوب شوارع المحافظة فيما يشبه الاستعراض ومروا بنقاط تفتيش تابعة لجماعة الحوثي دون أن تحدث مشاكل بين الطرفين قبل أن يتجمعوا عند البوابة الغربية لجامعة إب.

وصدر عن المجاميع القبلية ميثاق شرف أكد أنهم على استعداد للتعاون مع السلطات المحلية لحماية مصالح الناس وعلى احترام حق الاختلاف والانتماء الفكري والمذهبي والسياسي، وكذا نبذ العصبية والوقوف الحازم ضد أي بوادر اعتداء مسلح من أي طرف ضد أي طرف.

وفي تطورات الأوضاع في الجنوب اعتقلت السلطات الأمنية حسن بنان، القيادي في الحراك الجنوبي بتهمة التخطيط لإسقاط مدينة عدن بالقوة من خلال حشد مسلحين يتم الاستيلاء من خلالها على عدد من المقرات والمؤسسات الحكومية.

وبعث مئات المعتصمين في ساحة العروض، حيث يواصل عناصر الحراك الجنوبي اعتصامهم منذ ثلاثة أيام للمطالبة بفك الارتباط عن الشمال وعودة دولة الجنوب السابقة بياناً طالبوا فيه باتخاذ خيارات أخرى بعد 24 ساعة ما لم يتم الإفراج عن الشيخ حسن بنان.

وكانت قوة أمنية اعتقلت القيادي في الحراك الجنوبي الشيخ حسن بنان فجر أمس مع عشرة أشخاص من مرافقيه من أحد فنادق مدينة عدن، وذكرت مصادر محلية في عدن أن اعتقال بنان جاء بتهمة تشكيل مجاميع مسلحة لإسقاط مدينة عدن بيد الداعين للانفصال.

وكان القيادي بنان، وهو زعيم قبلي ينتمي إلى محافظة شبوة، شرقي البلاد، قد حكم عليه بالسجن بعد إدانته باقتحام مقرات حكومية في 2011 في مدينة عدن، إلا أنه تم الإفراج عنه بعفو رئاسي في وقت سابق من العام الجاري، وجرى نفيه إلى مصر غير أنه عاد الأسبوع الماضي إلى عدن في إطار خطة لعودة كثير من القيادات الانفصالية إلى جنوب البلاد.