بين الحب والكراهية مسافة شاسعة تحدد معالمها النوايا ولا شيء غيرها، لذا تستطيع الشعوب التعايش بخيارات الحب أو الكراهية، ونستطيع الاتجاه للحياة أو أوكار الظلام بطوعنا واختيارنا. بتحرك قيادي سعودي وفي زمن قياسي تم تطويق أزمة العلاقة الخليجية القطرية، وفي اتجاه محوري آخر تم التقيد بوصية صفوة البشر محمد صلى الله عليه وسلم مع أرض الكنانة: "استوصوا بأهل مصر خيرا"، وقد كان من القيادة السعودية الحكيمة، فعاد للعرب هيبتهم ووقارهم بعودة "أم الدنيا" لصدارة المشهد السياسي الإسلامي، وتم تهدئة الأوضاع في اليمن السعيد فعاد الهدوء وحضر التفاؤل، وامتد الاستقرار وبكل المؤشرات إلى تونس الخضراء وكأن العرب فهموا مخاطر ربيعهم الوهمي وبدأوا يرممون بيوتهم من الداخل.
الجار اللاعب الأساسي في أوضاع المنطقة "إيران" جرب تسويق ثورته وصرف الكثير من المال والعتاد ولم يحقق الأهداف التي سعى إليها، إلا إذا كان يعتقد أن نشر الكراهية والفتن مكسب، فهذا هو الفرق بين دول تسعى لنشر "الحُب" والوئام وبين دولة تفكر في التمدد على جثث البشر.
كتبت من قبل عن أهمية المسارات التالية: (الإعلاميون– المثقفون– الرياضيون– الفنانون– رجال الأعمال) في بناء العلاقات الدولية، وتغيير القناعات السياسية والفكرية الضيقة للانتقال لمرحلة السلام بدلا من الفتن، وكتب كثير من العقلاء عن أهمية ترابط الدول العربية مع إيران لتشكيل كتلة اقتصادية تهيمن على العالم بدلا من صرف إيران الأموال في شراء الأسلحة ودعم "الجماعات" التي تقتات على تناحرنا وتباغضنا. بالحُب نستطيع تطوير العلاقات الدولية.