أيد جنرال أميركي متقاعد خيار عدم التعامل مع الأسد في ظل الظروف الراهنة، مبرزاً قدرة الجيش السوري الحر على إلحاق الهزيمة بنظام الأسد، إذا ما توفر له التدريب المناسب. وقال الجنرال مارك هارتلنج "الجيش السوري الحر لديه القدرة على إلحاق الهزيمة بالأسد، ولكنه بحاجة إلى الكثير من التدريب، إذ لا يجب حصول تغيير في النظام، دون وجود قوة قادرة على الحلول مكان النظام القديم"، متسائلاً عمن سيخلف الأسد، فيما لو تمكنت المعارضة من إزاحته.
وحول مواجهة داعش، قال "الإستراتيجية الحقيقية لإدارة أوباما هي محاولة استرداد الأرض في العراق بالتزامن مع ضرب أهداف للتنظيم في سورية، وبالتالي فنحن أمام إستراتيجية من وجهين تقوم على استخدام القوة في مكان، واستخدام سياسة الاحتواء في مكان آخر، وهذا أمر مهم في فهمنا لما يجري".
وعلى صعيد الوضع الميداني، واصل التحالف الدولي شن غاراته على أهداف ومواقع لتنظيم الدولة "داعش"، مما أوقف تقدم الأخير نحو اقتحام مدينة عين العرب. وقالت وزارة الدفاع الأميركية في بيان إن هذه الغارات هي الكبرى منذ بدء عمليات التحالف ضد التنظيم في سورية. مشيرة إلى أن الضربات التي شنتها مقاتلات أميركية وسعودية أدت إلى وقف تقدم المتشددين. بعد تدمير منطقتي تجمع لمقاتلي التنظيم و3 مجمعات، كما ألحقت أضراراً بالعديد من الأهداف.
وفي السياق ذاته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تكثيف الغارات حال دون سقوط المدينة بكاملها في أيدي مقاتلي التنظيم، الذين سيطروا على نصف أحيائها. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في تصريحات صحفية إن الضربات الجوية التي نفذها التحالف فجر أمس كانت مكثفة، وأصابت بدقة تجمعات ومراكز تنظيم الدولة حول عين العرب، وأضاف أنه منذ 6 أيام أصبحت هذه الضربات أكثر جدية مما كانت عليه في البداية، وقد نجحت في إعاقة السيطرة على المدينة. مؤكداً وقوع 32 قتيلاً من التنظيم في غارات الأمس، إضافة إلى 7 قتلوا خلال اشتباكات في عين العرب.
وكانت طائرات التحالف قد شنت 8 غارات جديدة فجر أمس، استهدفت مواقع لتنظيم "داعش" في عين العرب، كما كثفت قصفها بشكل لافت على مواقع المتشددين في الساعات الأخيرة، حيث شنت، أول من أمس 21 غارة، حسبما أعلنت القيادة الأميركية الوسطى. التي أضافت في بيان "الدلائل تشير إلى أن الغارات الجوية أدت إلى إبطاء تقدم داعش في المنطقة المحيطة".
كما أكد البيت الأبيض أن إستراتيجية التحالف في القضاء على مقاتلي داعش تحقق أهدافها وأن كل المعايير تشير إلى نجاحها، وقال المتحدث باسمه جوش ارنست "لا نزال في الأيام الأولى من وضع هذه الإستراتيجية، إلا أن العناصر التي نملكها حتى الآن تفيد بأنها تحقق نجاحا".
في غضون ذلك، شهدت المدينة وقوع اشتباكات عنيفة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية و"داعش"، وقالت شبكة مسار برس إن تركيز المتشددين لم يعد منصباً على التوسع في أحياء المدينة، ولكن اهتمامه أصبح مركزاً في الحفاظ على أماكن وجودهم، إضافة إلى قطع الإمدادات عن وحدات حماية الشعب الكردية من مختلف الجهات. وأضافت الشبكة أن الاشتباكات بين الطرفين تتركز في وسط المدينة، وعلى الطريق المؤدية إلى المعبر الحدودي مع تركيا.