دعت السلطة الفلسطينية أمس، لندن إلى تصحيح الظلم التاريخي الذي ارتكبته بريطانيا، وذلك بقبول توصية مجلس العموم البريطاني الاعتراف بالدولة الفلسطينية في التصويت التاريخي الذي جرى فجر أمس بأغلبية 264 صوتا مقابل 12. واعتبر وزير الخارجية رياض المالكي قرار المجلس بأنه أعاد تصحيح الظلم التاريخي الذي أنكر حقوق الشعب الفلسطيني عندما اعتبر أن فلسطين "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، وقال "نتوقع من الحكومة البريطانية أن تعترف بدولتنا، وأن تحترم القرار وتترجمه إلى اعتراف فوري، وذلك تأكيداً على دعمها لعملية السلام وفق مبدأ حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية بجانب دولة إسرائيل تعيشان بأمن وسلام".

بدورها، دانت إسرائيل التصويت، واعتبرته تقويضاً لعملية السلام، وقالت وزارة خارجيتها "السبيل لقيام دولة فلسطينية يمر عبر التفاوض المباشر بين الطرفين، والاعتراف الدولي السابق لأوانه يبعث برسالة خاطئة للقيادة الفلسطينية، مفادها أنها قادرة على تجنب اتخاذ قرارات صعبة".

من جهة أخرى، أشار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى أن الدمار الذي شاهده في غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي يفوق الوصف، وقال "أنا هنا بمهمة ثقيلة على قلبي، الدمار الذي رأيته أكثر بكثير من الدمار الذي رأيته في 2009 عندما أتيت إلى غزة، وأنا هنا لأعبر عن تضامننا الكبير مع الشعب الفلسطيني في سبيل مستقبل أفضل واقتصاد أفضل، دعونا نبني غزة، وكل شخص يعيش بطمأنينة كبيرة".

وبالتزامن مع زيارة كي مون إلى غزة فقد سمحت إسرائيل بإدخال الشحنة الأولى من مواد إعادة الإعمار إلى غزة. وقال المتحدث باسم الجيش العبري أفيحاي أدرعي في بيان "بدأت عملية تجريبية لإدخال مواد بناء لإعادة إعمار قطاع غزة، التي تشمل 600 طن من الأسمنت، و10 شاحنات محملة بالحديد". وأضاف "إدخال مواد البناء يأتي وفقا للآلية الدولية للإشراف والمراقبة المتفق عليها، وبالتنسيق وإدارة ممثلي الأمم المتحدة مع السلطة الفلسطينية، وتهدف الآلية إلى التأكد أن مواد البناء ستستعمل لإعادة اعمار بيوت ومنشآت عامة لصالح سكان قطاع غزة، مع الحفاظ على أمن دولتنا".

في غضون ذلك، واصلت الحكومة الإسرائيلية والمستوطنين الاعتداء على المقدسات الإسلامية، حيث منعت شرطة الاحتلال منذ فجر أمس الفلسطينيين الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً وجميع النساء من الدخول إلى المسجد، بينما سمحت لنحو 300 إسرائيلي باقتحام الأقصى.

كما أقدم مستوطنون على إحراق مسجد أبوبكر الصديق في قرية عقربا جنوب نابلس بعد منتصف الليل، وذلك بعد أن قاموا باقتحامه وتحطيم أبوابه ونوافذه، وخطوا شعارات عنصرية معادية على جدرانه، وأضرموا النار في أرجائه. وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان "هذا الاعتداء الغاشم يأتي في سياق استهداف إسرائيلي رسمي لدور العبادة في فلسطين، المسيحية والإسلامية، لتأجيج الصراع الديني في المنطقة".