استعاد المقاتلون الأكراد في مدينة عين العرب السورية الحدودية مع تركيا فجر أمس موقعين جنوب المدينة، كان تنظيم الدولة "داعش" قد استولى عليهما، إلا أن موازين القوى داخل المدينة المهددة بالسقوط في أيدي التنظيم المتطرف ظلت على ما هي عليه. ومع أن مقاتلي "وحدات حماية الشعب" الكردية نجحوا في كسب مواقع جديدة بعد هجمات مضادة خلال الساعات الماضية، فلا يزال المتشددون يسيطرون على مساحة تقارب 40% من المدينة الصغيرة المحاصرة من 3 جهات.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن المقاومة الكردية شنت هجوماً معاكساً في القسم الجنوبي للمدينة، انتهى بتمكنها من التقدم والسيطرة على نقطتين لتنظيم الدولة الإسلامية. وأضاف أن هذا الهجوم جاء بعد محاولة جديدة من التنظيم لاستكمال السيطرة على المدينة عبر هجوم من 4 محاور على مراكز الوحدات في الجنوب، في ظل استمرار المعارك العنيفة على محاور المدينة الشرقية والجنوبية. وأكد المرصد أن خسائر المتطرفين في هذه العملية بلغت 13 قتيلا. إلا أن القوات الكردية أشارت إلى مقتل العشرات من قوات تنظيم الدولة في الاشتباكات. وتابع المرصد بالقول إن العملية تركزت في محيط "المربع الأمني" الذي استولى عليه التنظيم الجمعة الماضية. ويضم هذا المربع مقار ومباني تابعة لقيادة "وحدات حماية الشعب" وقوات الأمن الكردية والمجلس المحلي للمدينة.

في غضون ذلك، واصل التحالف الدولي غاراته ليلاً على مواقع وتجمعات تنظيم "داعش" جنوب المدينة وشرقها. كما شملت الغارات محافظة الرقة المجاورة، بحسب ما ذكر المرصد الذي أفاد عن تنفيذ طائرات التحالف العربي الدولي 5 ضربات صباح أمس استهدفت 4 منها تجمعات ومواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في القسم الجنوبي للمدينة، بينما استهدفت الضربة الأخيرة مراكز للتنظيم على أطراف المدينة من جهة هضبة مشته نور الواقعة عند التخوم الشرقية. وشملت ضربات الائتلاف الدولي مناطق في مدينة الرقة وأطرافها، أبرز معاقل المتشددين وأماكن في ريف الرقة الشمالي.

وأضافت مصادر إعلامية أن طائرات التحالف الدولي شنت غارة على المربع الأمني بوسط مدينة عين العرب (كوباني) شمالي سورية، في حين تدور اشتباكات عنيفة بين قوات تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأكراد بمحيط هذه المنطقة.

من جانبه، قال وزير الدفاع الأميركي تشاك هاجل إن الوضع في عين العرب يمثل "مشكلة صعبة للغاية"، ولكنه أضاف أن الغارات الجوية حققت بعض التقدم في صدّ مقاتلي تنظيم الدولة, وأكد أن القتال من أجل هزيمة تنظيم الدولة سيكون عملية طويلة الأمد.

في غضون ذلك أكد مختصون عسكريون أن سماح تركيا لطائرات التحالف باستخدام قواعدها لضرب متشددي داعش من شأنه أن يسهل من مهمة قوات التحالف. وكان مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية قد أعلنوا أن واشنطن تلقت موافقة تركية على السماح باستخدام قاعدة ومنشآت عسكرية قريبة من الحدود مع سورية في عمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

ميدانياً، بث ناشطون سوريون شريطاً مصوراً يظهر سلاحاً جديداً تستخدمه قوات النظام في حي جوبر وتعتمده لهدم الأبنية، وكل ما هو فوق الأرض بعد فشلها في اقتحام الحي. وأفاد الناشطون بأن السلاح الجديد الذي لجأ إليه نظام الأسد روسي الصنع، وهو منظومة مكافحة الألغام (يو أر 77)، والمخصصة لإطلاق شحنات متفجرة معززة صاروخياً تستطيع تحقيق اختراقات في حقول الألغام بطول 90 متراً وعرض 6 أمتار، وتحقق هذه المنظومة انفجارات ضخمة بإمكانها هدم وتدمير كل شيء ضمن نطاق المساحة المذكورة. وقال الناشطون إن هذه المنظومة استخدمت من قبل القوات الحربية الروسية في حرب الشيشان.