في وقت أكد فيه السفير الفرنسي لدى لبنان باتريس باولي على "ضرورة الاعتماد على الجيش اللبناني والقوى الأمنية في الدفاع عن استقرار لبنان وأمنه ومكافحة الإرهاب"، نافيا أن "يكون هناك انزعاج أميركي يحول دون وصول الهبة السعودية إلى لبنان"، شن المستشار العام لحزب "الانتماء اللبناني" أحمد الأسعد هجوما عنيفا على حزب الله على خلفية ربطه قرارات مصيرية تهم اللبنانيين جميعا بمواقف طهران وتوجهاتها الخاصة في المنطقة.

وقال في تصريحات إلى"الوطن"، إن الشعب اللبناني بات يدفع ثمن هذا الارتباط غير الواقعي، رافضا ما يقال إن حزب الله يدافع عن لبنان في وجه التنظيمات المتشددة، وأضاف أن "حزب الله بات مجرد ميليشيا تابعة للنظام الإيراني، فمنه يتلقى التعليمات، وإليه يعيد قراره، وبعد تورطه في القتال إلى جانب نظام بشار الأسد في سورية، ووجوده الخفي بالعراق، يمكن أن يذهب حتى إلى أفغانستان، إذا جاءته أوامر بذلك من طهران".

وأشار الأسعد إلى أن الحزب الطائفي يريد أن يستدرج الجيش اللبناني معه لقتال المعارضة السورية في منطقة القلمون، وأن "ميليشيات حزب الله لا يهمها أن تكون في واجهة المعركة مع المجموعات المسلحة في عرسال، بل تريد للجيش اللبناني أن يكون في الواجهة، لأن تورطه في سورية والعراق لا يسمح له بفتح أكثر من جبهة قتالية".

وعن الوضع داخل المجتمع الشيعي قال "هناك نار تحت الرماد، وقمع يمارسه حزب الله في الوسط الشيعي، لمنع أي ظهور للتململ والاستياء الموجود عند شريحة كبيرة من الشيعة، فقد سقط "قناع" المقاومة ضد الإرهابيين، وباتت هذه الحيلة لا تخدع أحدا، ومنذ اللحظة الأولى التي أدخلوا فيها أنصار الحزب إلى سورية للقتال مع النظام ضد الشعب الثائر ضد نظامه الظالم، أيقن الجميع أن الحزب ما هو إلا أداة يستخدمها الآخرون لتحقيق أهدافهم.

وخص الأسعد الحكومة اللبنانية بجانب من اللوم عندما انتقد تساهلها مع توجهات الحزب المذهبي وعدم إلزامه بالتقيد بالسياسات الوطنية، وقال "للأسف نحن نتعاطى مع جيش لا يستطيع أن تأخذ قيادته القرارات المطلوبة كي يكون جيشا تهمه مصلحة لبنان، فهناك مسايرة لمصالح حزب الله، وبالتالي المطلوب اليوم إيجاد روح وطنية جديدة في الجيش، بحيث تكون مصلحته الأولى والوحيدة هي مصلحة لبنان فقط، والمطلوب منه أن يحمي الحدود ويمنع أي مسلحين من الدخول إلى البلاد أو الخروج منها، بما فيها مقاتلو حزب الله".

وكان السفير الفرنسي في بيروت، قد شدد في تصريحات صحفية على أهمية اعتماد لبنان على جيشها الوطني في تحقيق الاستقرار، موضحا أن "السلطات الفرنسية تسرع في عملية تجهيز الجيش بالعتاد والأسلحة المطلوبة".

وحذر باتريس باولي "من أي تمدد للجماعات المسلحة نحو الداخل اللبناني"، واصفا الوضع على الحدود اللبنانية- السورية "بالمقلق جداً"، خاصة بعد ما حصل منتصف الصيف الماضي في عرسال والذي يدعو الى التنبه.

وتعليقا على تبني حزب الله لتفجير شبعا، كرر باولي الدعوة إلى احترام الأطراف كافة لكل بنود القرار 1701، مؤكدا أن "فرنسا تتابع باهتمام بالغ الوضع على الحدود الجنوبية". وجدد السفير الفرنسي لدى لبنان الدعوة الى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، مشددا على أن بلاده "تحث اللبنانيين دوما على الابتعاد عن التدخل في أزمات الخارج، ما ينعكس تعقيدا على الأمور الداخلية في لبنان وفي طليعتها الاستحقاق الرئاسي".

من ناحية ثانية، تلقى وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل أمس رسالة من نظيره الأميركي جون كيري أكد فيها وقوف بلاده إلى جانب لبنان في حربه ضد تنظيم "داعش" على طول وداخل الحدود اللبنانية واستمرار الولايات المتحدة في تعاونها ودعمها العسكري للجيش اللبناني لتمكينه من محاربة الإرهاب.

أمنيا، ألقى مجهول أمس قنبلة يدوية على حاجز تابع للجيش اللبناني في طلعة العمري بمدينة طرابلس شمال لبنان.

وأفادت التقارير الأمنية بأن الجيش رد على الاعتداء بإطلاق عيارات نارية تحذيرية ونفذ انتشارا واسعا في مناطق الملولة ودوار أبوعلي ومحيط سوق الخضار، كما واصل تحقيقاته وتحرياته لمعرفة منفذ الاعتداء لتعقبه واعتقاله، علما أن الأضرار اقتصرت على الماديات.