ربما لا تعرف "نزاهة" أين تقع بعض محافظات المملكة التي ما زالت في حكم المناطق النائية في نظر بعض المسؤولين، وعلى رأسهم مسؤولي "نزاهة"، مثلما أن هناك كثيرين لا يعرفون أين تقع "شوالة" و"العبيلة" إلا على خريطة النشرة الجوية في زمن "حسن كراني".

طالما هناك قصور في تقديم الخدمات للمواطنين على أي شبر من أرض الوطن، فحتما سيقابله تدن في أداء الإدارات المعنية بتقديم الخدمات، ويرجع القصور في الخدمات الأساسية في بعض المحافظات الصغيرة للأسف إلى التعامل معها على أنها "مناطق نائية".

محافظة رنية من الشواهد الحية على نظرة بعض المسؤولين إلى بعض المحافظات الصغيرة على أنها نائية، فرغم تجاوز عدد سكانها 100 ألف نسمة إلا أن الخدمات التي تقدم فيها للمواطنين لا ترقي لمستوى محافظة.

أحد سكانها بعث برسالة إلكترونية يقول فيها: "عندما يريد مواطن من سكان رنية إنهاء معاملة خدمية، فلا بد له من السفر إلى جهتين متباعدتين من أجل إنهاء معاملة واحدة، فمثلا مكتبا العمل والتأمينات الاجتماعية يقعان في بيشة على بعد 150 كلم من الناحية الشرقية، ومصلحة الزكاة والدخل وصندوق التنمية العقارية يقعان في الخرمة على بعد 150 كلم من الناحية الغربية".

ويضيف: "في رنية معظم مديري الإدارات الخدمية مكلفون "بالإنابة"، فالبعض منهم من خارج المحافظة، يأتون إليها مساء السبت أو صبيحة الأحد ويغادرونها عشية الخميس لتبقى خالية من المسؤولين في كل إجازة أسبوع، وهذا كان له بالغ الأثر في تأخر التنمية في المحافظة التي لا يرغب أي مسؤول يكلف بالعمل بها السكن فيها، رغم أهمية وجوده فيها كمسؤول يقف على سير المشاريع التنموية، فمشاريع أسواق النفع العام متعثرة بسبب معارضة المشاغبين، والخدمات البنكية متواضعة، وأجهزة الصرف الآلي معطلة".

من عهدة الراوي:

منذ إنشاء "نزاهة" ونحن نسمع جعجعة ولا نرى طحنا، فهل تدير "نزاهة" مؤشر بوصلتها إلى المحافظات الصغيرة، لعل "جعجعتها" على الأقل تدفع بعجلة التنمية المعطلة في تلك المحافظات؟!