يتطرق معرض "حوار لوحات فنية معاصرة بين قطر والبرازيل" لموضوع الهوية والروح الثقافية للعصر الحاضر عبر الفن المعاصر، ويشتمل المعرض على 40 لوحة فنية تمثل خمس لوحات من كل فنان من الفنانين الثمانية، حيث يبرز المعرض أعمالا لأربعة فنانين قطريين وأربعة فنانين برازيليين، استضافتهم متاحف قطر، ووزارة الثقافة والفنون والتراث والجمعية القطرية للفنون التشكيلية كجزء من العام الثقافي "قطر – البرازيل 2014".

ويشارك في المعرض من دولة قطر كل من: يوسف السادة ولولوة المغيصيب وأمل العاثم وأحمد المسيفري، فيما يشارك من البرازيل الفنانون "فرناندو دوفال، رونالدو ميراندا، رونالدو ماسيدو، ولويز دولينو". ومن خلال الرموز الفنية يخلق الفنانون حوارا للمنظورات القطرية والبرازيلية حول الألوان والأنسجة وشعورهم تجاه بلدانهم المعنيّة، حيث يستخدم الفنّانون مجموعة من الأساليب في أعمالهم والتي تشمل السريالية والتجريد والأشكال الهندسية، وما توفّره هذه اللوحات من منظور لحوار متعدّد الثقافات عن الفن المعاصر لدولتي قطر والبرازيل، وتأسس إطار عمل لتقييم أوجه التشابه والاختلاف بين فنّاني البلدين وأساليبهم في التعبير الذاتي.

ويستخدم المعرض وسائط متعدّدة تشجع الزوّار على مناقشة الفن المعاصر مع الرسّامين، فقد تمّ وضع شاشات حول صالة العرض لتشغيل الأفلام تمّ تكوينها خصّيصاً للحضور في الدوحة والبرازيل، حيث يسلط الفنانون الضوء على لوحاتهم وهم يبحثون الجوانب الإلهامية والوجدانية والتطبيقية لأعمالهم.

وكان وزير الثقافة والفنون والتراث القطري الدكتور حمد عبدالعزيز الكواري قد أكد أهمية دور الثقافة في تعميق العلاقات وتعزيزها بين الدول، وأهمية التبادل الثقافي في إيجاد أرضية ومنطلقات مشتركة صالحة للبناء لأن تكون جسورا قوية للتفاعل الحضاري بين الدول. وقال خلال افتتاحه أخيرا معرض "حوار لوحات فنية معاصرة بين قطر والبرازيل"، في مقر الجمعية القطرية للفنون التشكيلية بكتارا "عندما بدأت السنوات الثقافية مع الدول كانت الصورة واضحة بأن الثقافة ستلعب دورا كبيرا في تعميق العلاقات الثقافية مع هذه الدول، وستسلط الأضواء على فكرة أن الثقافة لها دورها الحيوي بين الدول، ويمكن أن تشكل أرضية خاصة للعلاقات السياسية والاقتصادية"، وجاء هذا نتيجة إدراك هذه الدول لتأثير الثقافة على مجمل العلاقات.

وأشار إلى أن العام الثقافي مع دولة البرازيل له أهمية خاصة، وقد حفل بالعديد من الفعاليات المشتركة في كلا البلدين وتميزت الفعاليات بالثراء والتنوع، وذلك على الرغم من البعد الجغرافي، مؤكدا أن هذا العام الثقافي يشكل دافعا لعلاقات مستمرة ومتطورة مع هذا البلد الصديق الذي كان محط أنظار العالم هذا العام لاستضافته كأس العالم لكرة القدم وبما لها من خلفية ثقافية أيضا، كما أنها إحدى الدول الكبرى في أميركا اللاتينية وواحدة من الدول الرئيسية في العالم، وهذا من أهم أهداف العام الثقافي بين البلدين، فالعلاقات لن تنتهي بانتهاء العام بل هي مستمرة ومتطورة.

بدوره، قال رئيس الجمعية القطرية للفنون التشكيلية الفنان يوسف السادة: "إن المعرض يحاكي أصول التعاون بين المؤسسات بالدولة وتبادل الثقافات بين الشعوب، لأن الفن التشكيلي لغة لا تحتاج إلى ترجمة بين الشعوب كونه يحاكي حاسة البصر التي أتقن الفنان استعمالها دون غيره، فأصبح الفنان قريبا من كل الناس باختلاف أعراقهم أو دياناتهم".. مؤكدا أن الفنانين المشاركين من قطر والبرازيل أبدعوا بفنهم ليعكسوا إرثهم الثقافي والفني لكلا الشعبين.

وتحدث الفنان "لويز دولينو" عن أهم ما يميز هذا المعرض عن سواه، وذلك من خلال الأعمال المعروضة التي تمّ تصميمها خصّيصاً لهذه المناسبة، مؤكدا أن الفنانين الأربعة اعتمدوا المبدأ نفسه وهو هيمنة الألوان الوطنية البرازيلية، وهي الخضراء والصفراء والزرقاء والبيضاء على الأعمال الفنية، في المقابل اعتمد زملاؤنا القطريون نفس المبدأ في لوحاتهم الفنية".

من جانبها، قالت مدير مكتب العلاقات الثقافية الاستراتيجية بمتاحف قطر، "صفية الحجري: إننا في مكتب العلاقات الثقافية الاستراتيجية التابع لمتاحف قطر نؤمن بأن الثقافة هي وسيلة هامة للجمع بين الشعوب، ونعمل كل عام مع دولة شريكة لتطوير برنامج ثنائي للتبادل الثقافي يطلق عليه اسم أعوام الثقافة، والذي يهدف إلى تعزيز تفهّم الآخرين لدولة قطر على المستوى الدولي وفي نفس الوقت تعميق فهمنا لثقافة الدولة الشريكة". وأضافت "إنه من خلال المعارض مثل "حوار لوحات فنية معاصرة بين قطر والبرازيل" فإننا ننشئ شراكات وصداقات طويلة الأمد بين المؤسسات والأفراد في دولتي قطر والبرازيل، ونأمل أن تستمعوا معنا بالاحتفال بالعام الثقافي قطر والبرازيل 2014". يذكر أن احتفالية "قطر – البرازيل 2014" تقام تحت رعاية رئيس مجلس أمناء متاحف قطر بالشراكة مع وزارة الثقافة والفنون والتراث بدولة قطر، وهي النسخة الثالثة من احتفالات أعوام الثقافة التي أطلقت بواسطة هيئة متاحف قطر عقب احتفاليتي "قطر اليابان 2012"، و"قطر المملكة المتحدة 2013".