لا يتخيل عشاق الساحرة المستديرة نجومهم المفضلين قادرين على تكريس بعض وقتهم في سبيل التعلم بينما يستمتعون بتحقيق الإنجازات المذهلة على المستطيل الأخضر، بيد أن التاريخ حافل بالأمثلة الشاهدة على بعض الحالات التي نجح فيها عدد من المشاهير في التوفيق بين الأمرين، على الرغم من الأجور الفلكية التي يتقاضونها من ممارسة اللعبة بشكل يدعو للاعتقاد بأنهم لن يكونوا بحاجة إلى البحث عن أية مهنة أخرى بعد التقاعد.

نصيحة الوالدين

يزخر الدوري الإنجليزي الممتاز بعدد من المشاهير الذين أكملوا دراستهم خلال مشوارهم مع أنديتهم، بينهم الحارس البلجيكي "سيمون مينيوليه"، الذي يتحدث خمس لغات، حيث أكد لصحيفة "ديلي ميل" أن الأجر أو السيارة لم يكونا أبرز الأمور خلال المفاوضات التي سبقت انتقاله إلى سندرلاند، بقدر ما أراد أن يعرف أين يمكنه إكمال دراسته للحصول على البكالوريوس في العلوم السياسية، وقال "عندما بدأت اللعب، نصحني والداي باتخاذ قراري بحكمة والبحث عن شيء يمكن التوفيق بينه وبين التدريب.. كان عليّ أن أتعلم شيئاً أتسلح به في حال لم تسر الأمور على ما يرام". وكان لزميله في ليفربول "جلين جونسون" تصور مماثل، حيث أوضح في عام 2012 أنه كان يمضي ساعتين في الدراسة يومياً للحصول على شهادة البكالوريوس في الرياضيات.

الكرة ليست عذرا

وذهب لاعب مانشستر يونايتد "خوان ماتا"، أبعد من "جونسون"، حيث عكف على التحضير لنيل درجتين أكاديميتين، واحدة في مجال التسويق وأخرى في العلوم الرياضية، وعندما سأله موقع "فيفا" عن سر ذلك، أجاب "أحب عالم التسويق والدعاية والتكنولوجيا الجديدة، وليس هناك من سبب يجعل ممارسة كرة القدم غير متوافقة مع القيام بأشياء أخرى".

وبالتحول إلى مانشستر سيتي، الذي يقوده "المهندس" مانويل بيليجريني نجد أن هذا اللقب لا يطلق عليه جزافاً، بل إشارة إلى الشهادة الجامعية التي يحملها، وهو الذي أنهى دراسته في الهندسة المدنية بينما كان في عز مسيرته كلاعب محترف، علماً أنه عمل في هذا المجال خلال الفترة الممتدة بين إنهاء مشواره فوق الملاعب ودخوله عالم التدريب.

"سقراط" أشهرهم

ومن بين النجوم الراحلين، كان مايسترو الوسط البرازيلي "سقراط" شديد الحرص على التعلم طوال حياته، حيث يُعد واحداً من الأكاديميين الأكثر شهرة في عالم الكرة ، حيث رفض احترافها حتى نال الدكتوراه في الطب في سن 25 ، ومارس المهنة عندما اعتزل عام 1989، وقال لمحطة "بي بي سي" حينها "ألتقيت أشخاصاً يعانون كثيراً وكذلك آخرين يقفون على الجانب الآخر من المجتمع، أولئك الذين يملكون كل شيء.. كنت أرى طرفي المجتمع الذي نعيش فيه".

وعلى غرار "سقراط"، هناك عدد من اللاعبين في أميركا الجنوبية، ولعل من أبرزهم الأرجنتينيان "كارلوس بيلاردو" و"راؤول ماديرو"، اللذان كانا عنصرين أساسيين في فريق إستوديانتس، قبل أن يمتهنا الطب معاً، وبينما واصل الأول مسيرته في الملاعب كمدرب لمنتخب الأرجنتين في مونديالي 1986 و1990، انضم "ماديرو" إلى أعضاء لجنة "فيفا" الطبية، بعد أن عمل إلى جانب زميله السابق كطبيب للفريق الأرجنتيني خلال تلك النسختين.