فيما واصل تنظيم الدولة تقدمه نحو مدينة عين العرب كوباني الكردية، وحقق أمس تقدماً مهماً، باستيلائه على السجن الرئيسي للمدينة، تمسكت تركيا بضرورة إزاحة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، كشرط للمشاركة في التحالف الدولي للقضاء على تنظيم الدولة. وبررت عدم تدخلها فعلياً لإنقاذ مدينة كوباني المحاصرة بأنها "لا تريد بذلك تعزيز حكم عدوها اللدود، عبر ذلك التدخل". يأتي ذلك فيما شنت طائرات التحالف الدولي فجر أمس 9 غارات جوية على مواقع المتشددين. ففي عين العرب، سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على السجن الرئيسي للمدينة، وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن المتشددين اقتحموا مبنى السجن الذي يقع في موقع مهم، لأنه يعد بوابة للتوغل أكثر باتجاه عمق المدينة. وأضاف أن مقاتلي التنظيم أطلقوا سراح عدد من الأسرى ممن كانوا في السجن، مرجحاً أن يكونوا من مقاتلي تنظيم الدولة الذين أسرهم تنظيم ثوار الرقة الذي قاتل تنظيم الدولة في وقت سابق.
كما أكد شهود عيان أن أصوات الاشتباكات في شرقي ووسط المدينة انقطعت تماماً، مما يؤكد سيطرة التنظيم على المدينة، بينما تحول قصف طائرات التحالف الدولي إلى غرب المدينة. وأضاف المرصد أن المتشددين يحاولون السيطرة على النقطة الحدودية مع تركيا، مما يمكنهم من قطع الطريق على المقاتلين الذي يحاولون الفرار إلى الأراضي التركية.
بالمقابل، أكد المقاتلون الأكراد تقدم المتشددين في بعض أحياء المدينة، لكنهم نفوا أن تكون قد سقطت في أيديهم تماماً، مشيرين إلى أن قوات الحماية الكردية لا تزال في قلب المدينة. وقال متحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردي إن الوحدات ما زالت تسيطر على قلب مدينة عين العرب، التي تشهد حرب شوارع.
وفي أنقرة، كرر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أمس، أن بلاده تعارض تنظيم الدولة الإسلامية الذي يحاصر مقاتلوه مدينة كوباني، ونظام الرئيس السوري بشار الأسد، على حد سواء. وقال في تصريحات صحفية: "تركيا تعارض الدولة الإسلامية كما تعارض الأسد، فالطرفان مسؤولان عن كل تلك الأحداث المأساوية". ورغم موافقة برلمانها، ترفض أنقرة حتى الآن التدخل عسكرياً ضد تنظيم "داعش"، رغم أن مقاتلي الأخير يقفون على مسافة بضعة كيلومترات من الحدود التركية. وتصر تركيا على إقامة منطقة عازلة وفرض حظر جوي على طول الحدود بين سورية وتركيا، لاستقبال اللاجئين وحماية المناطق السورية التي تسيطر عليها المعارضة المعتدلة. لكن هذا الموقف يثير استياء الولايات المتحدة التي أرسلت أول من أمس مسؤولين من التحالف إلى أنقرة لحث قادتها على مزيد من الالتزام بالتدخل.
وتشعر تركيا بالاستياء من إيحاءات واشنطن بأنها لا تشارك بفاعلية في الحرب ضد الدولة الإسلامية وتريد إجراءً مشتركاً أوسع يستهدف أيضاً قوات الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان "نرفض بقوة مزاعم عن مسؤولية الأتراك عن تقدم تنظيم الدولة الإسلامية"، وأضافت أن ألين ونائبه بريت ماكجورك أكدا أن القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية سيكون "حملة طويلة الأمد"، لكن الأمر يتطلب اتخاذ خطوات عاجلة للتصدي للمتشددين، مشيرة إلى أن الجانبين بحثا عدة إجراءات "لدفع خط الجهد العسكري" ضد الدولة الإسلامية، وأن فريقاً مشتركاً للتخطيط العسكري سيزور أنقرة أوائل الأسبوع المقبل.
في غضون ذلك، أعلنت واشنطن أن القوات الأميركية شنت 9 ضربات جوية أمس ضد متشددي داعش، مشيرة إلى أن الضربات أصابت بعض الوحدات القتالية ودمرت 4 مبان يسيطر عليها المتشددون.