حالة "ارتباك" تنتاب مساراتنا المحلية، مقاولو عقود الباطن في حالة "ارتباك" خوفا من المفتش الموسمي "المطر"، الذي لا يعرف "كيني ولا ميني"، يحضر بدون بخور وبدون بشوت، ينهمر ليكشف الثقوب والعيوب على رأس الملأ. "المطر" لا يتعامل بطريقة " نزاهة" -جمع المعلومات وإرسالها إلى الجهة المعنية- ولا يتعامل مثل العيون الهندسية والرقابية التي تراقب تنفيذ بعض المشاريع بطريقة "سكتم بكتم".. "المطر" يكشف منفذي "الحفر" التي قضت على 16 نفسا بشرية في عام واحد، "المطر" رحمة وغيث للبلاد والعباد ومفتش "صادق".

القضاة وكتاب العدل في حالة "ارتباك" بعد كشف عدد من المتورطين في إصدار صكوك مزورة، بما فيهم المتقاعدون، الذين ينامون على وسائد القلق و"الارتباك" ويتوقعون نبش ملفاتهم الليلية في أية لحظة، ويتوقعون دبيب النمل بعد منتصف الليل، ويشاهدون نجوم الظهر كل يوم ألف مرة.. أهل "الشبوك" في حالة "ارتباك" بعد استعادة ملايين الأمتار في مدن سعودية عدة، وستكشف الأيام المقبلة حالات كثيرة وقضايا مهولة بعد انتهاء الحصانة التي كانوا يتوارون خلفها، والذي لا يشتري يتفرج على الأقل.

"الارتباك" ينثر عناوينه على ملفات المشاريع وسوق المال والعقار ويربك السير في دواليب المعاملات، وأصبح "الارتباك" واضح المعالم على الخائفين والغشاشين وكل من مارس الالتفاف والتحايل في زمن ما، وسيكون السيد "الارتباك" ضيفا ثقيل الدم على محترفي تخليص المعاملات ليلا وبعد صلاة الجمعة وسيكون رقية شرعية طاردة لـ"جن" من تلبس قضاة وكتاب عدل المدينة وجدة والباحة وخميس مشيط وبقية المدن وعلاجا لـ"النفاضة" و"أم الركب" وكل الذين ينتظرون الدور ولو بعد حين.. يوم الظالم أشد وطأة من يوم المظلوم، اللهم اغننا بحلالك عن حرامك.