في وقت حذرت فيه لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي من اختراق العاصمة بغداد من قبل عناصر تنظيم "داعش" بعد فرض سيطرتهم على مناطق واسعة في محافظة الأنبار، وإعلانها عن عقد اجتماع عاجل غدا مع القادة الأمنيين لبحث سبل حماية العاصمة من هجمات محتملة، قال عضو اللجنة النائب حامد المطلك لـ"الوطن": إنه من الضروري إيجاد خطة أمنية للحفاظ على أمن بغداد، مشيرا إلى أن "سقوط بغداد بيد (داعش) يعني سقوط الدولة العراقية".

ومن جانبه، أشارعضو اللجنة عن ائتلاف الوطنية نايف الشمري أن "الوضع في الأنبار مسيطر عليه وأن القوات الأمنية هي من تبدأ بالهجوم، مشيرا إلى أن القادة الأمنيين في بغداد يؤكدون قدرتهم على حماية العاصمة"، لافتا إلى أن "قائد عمليات الأنبار رشيد فليح أكد أن الوضع الأمني في الأنبار مسيطر عليه وأن القوات الأمنية هي من تقوم بالهجوم على داعش".

ودعا الشمري القطاعات الأمنية في الأنبار إلى شن هجمات مباغتة على كافة تنظيمات داعش من أجل السيطرة على أكبر عدد ممكن من الأراضي ومن أجل توجيه ضربات قاصمة لداعش.

وكان قائد عمليات بغداد الفريق الركن قائد عبدالأمير الشمري أعلن أن القوات الأمنية تحرز تقدما وهي في تماس مباشر مع قطاع عمليات الأنبار، لافتا إلى "قدرة القوات الأمنية على حفظ الأمن والاستقرار في العاصمة"، ومبينا أن "لجنة الأمن والدفاع ستعقد اجتماعا بعد العيد وقبل جلسة البرلمان للاطلاع على آخر التطورات الأمنية والخطط العسكرية في الأنبار وبغداد".

من جانبه، عد الخبير الأمني محمد الخضري أن "التهديد الأمني لبغداد يندرج ضمن الحرب السرية والخلايا النائمة، مشيرا إلى أن اختراق بغداد ممكن أن يحدث"، في حال وجود مقدمات له كالاضطراب الأمني الداخلي".

وعلى صعيد متصل، أعلن مصدر أمني في وزارة الداخلية أمس، مقتل وإصابة 6 من عناصر الجيش بتفجير عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم على طريق الخط السريع في قضاء التاجي شمالي بغداد.

وقال المقدم إبراهيم الجبوري لـ"الوطن"، إن "عبوة ناسفة موضوعة على جانب الطريق انفجرت قبل ظهر أمس مستهدفة دورية تابعة للجيش العراقي أثناء مرورها على طريق الخط السريع في قضاء التاجي شمالي بغداد، مما أسفر عن مقتل عنصر من الجيش وإصابة خمسة آخرين بجروح متفاوتة". وفي منطقة أبو دشير جنوب غربي العاصمة، قتل شخصان وأصيب سبعة آخرون بانفجارعبوة ناسفة كانت مزروعة قرب سوق شعبي.

كما قتل 12 شخصا على الأقل وأصيب ما لا يقل عن 33 بجروح في انفجار سيارة مفخخة مركونة مساء أول من أمس في مدينة الصدر، ذات الغالبية الشيعية في شرق بغداد، حسبما أفادت مصادر أمنية وطبية.

وفي محافظة بابل جنوب غربي العاصمة، أفاد مصدر أمني أن استخبارات قيادة عمليات بغداد، نفذت ظهر أمس، عملية نوعية في منطقة الفاضلية التابعة لناحية جرف الصخر (60 كم شمال بابل)، أسفرت عن مقتل 24 مسلحا في تنظيم داعش، منهم الرجل الثاني في التنظيم لمنطقة شمال بابل علي سلمان الجنابي الملقب بـ(أبو معاذ) وثلاثة من معاونيه.

يذكر أن محافظة بابل، مركزها مدينة الحلة، تعد من أكثر محافظات الوسط اضطرابا وتعترف حكومتها المحلية أن مناطقها الشمالية، المحاذية لبغداد والأنبار، تشكل ملاذا لتنظيم القاعدة في العراق، الذي يتخذ منها منطلقا لشن هجماته في أنحاء البلاد. وفي محافظة صلاح الدين أعلن مصدر أمني عن إحباط هجوم شنه تنظيم داعش الإرهابي على مصفاة بيجي في شمال مدينة تكريت أمس أسفر عن مقتل 20 من المهاجمين وإحراق أربع عجلات تابعة لهم.

وشنت القوات الأمنية أمس بمساندة الطيران والمدفعية هجوما على معهد الدروع وسط مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين انطلاقًا من قاعدة سبايكر ومنطقة الحمرة بهدف السيطرة على المعهد، بينما قصفت طائرة مواقع التنظيم الإرهابي في قرية الحجاج بالمحافظة. على صعيد آخر، اندلع أمس حريق نتيجة تماس كهربائي في مجمع السنك التجاري وسط العاصمة تسبب في إصابة خمسة أشخاص بحروق متفاوتة، وإلحاق الضرر بعشرات المحال التجارية المتخصصة ببيع قطع غيار السيارات.