فيما اضطر تنظيم الدولة "داعش" للتقهقر من الأحياء الشرقية لمدينة عين العرب الحدودية مع تركيا بعد أن كان قد دخلها أول من أمس، وذلك عقب غارات مركزة نفذها التحالف الدولي على مواقعهم الخلفية، مما أوقع عشرات القتلى والجرحى وسط المتشددين، اندلعت مظاهرات عنيفة في تركيا أدت إلى سقوط 19 قتيلاً بأيدي قوات الأمن، حيث احتج مئات الأكراد على موقف حكومتهم مما يجري في عين العرب.

وكانت طائرات التحالف قد شنت عدة غارات في وقت متأخر ليل أول من أمس على مواقع التنظيم في أحياء عين العرب، في محاولة لوقف تقدم التنظيم الذي تمكن من الدخول إلى عدة أحياء شرق وجنوب المدينة، وسط حرب شوارع يخوضها مع مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية التي تتمركز في أحياء المدينة التي يحاصرها التنظيم من جهاتها الثلاث. وأشار شاهد عيان إلى أن جثث مقاتلي داعش تملأ شوارع عين العرب.وأشار شهود عيان إلى أن غارات التحالف ركزت على المواقع الخلفية للمتمردين في الجهة الشرقية من المدينة، وعلى إثر الضربة الجوية، ارتفع دخان أسود كثيف فوق تل يقع شرق المدينة، حيث لا تزال معارك طاحنة تدور بين المقاتلين الأكراد وتنظيم "داعش". كما أشارت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي إلى أن الضربات الجوية الأخيرة دمرت 3 مركبات مدرعة تابعة لـ"داعش"، وألحقت أضراراً بمركبة رابعة. إضافة إلى تدمير مدفعية مضادة للطائرات وإعطاب دبابة.

في غضون ذلك، حذرت الأمم المتحدة من خطورة الأوضاع في عين العرب، وطالبت بتدخل دولي عاجل وأوسع نطاقاً. وقال الموفد الخاص للمنظمة الدولية إلى سورية ستيفان دي ميستورا "من واجب المجتمع الدولي الدفاع عن هذه المدينة الاستراتيجية، فالمجتمع الدولي لا يمكن أن يتساهل حيال سقوط مدينة جديدة بأيدي داعش. العالم سيشعر بأسف شديد إذا تمكن المتطرفون من السيطرة على مدينة تدافع عن نفسها بشجاعة، لكنها باتت أقرب إلى العجز عن مواصلة القيام بذلك. يجب التحرك الآن".

كما وصفت الولايات المتحدة ما يجري بـ"الحرب المرعبة"، وشنت طائراتها مع طائرات إماراتية وسعودية غارات على أطراف المدينة. وأكدت المتحدثة باسم خارجيتها جنيفر بساكي ضرورة القيام بموقف أكثر جدية، وقالت "الجميع يعتبر متابعة ما يحدث في كوباني بشكل مباشر أمراً مرعباً. ولا أحد بالطبع يريد رؤية كوباني تسقط، لأن هدفنا الأول هو منع داعش من تكوين ملاذات آمنة". وعلقت على المحادثات الهاتفية أول من أمس بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ورئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بالقول "تركيا تحدد ما هو الدور الأكبر الذي ستلعبه في المضي قدماً وتلك المحادثات مستمرة. لقد أشاروا إلى أنهم منفتحون على فعل ذلك، لذا فإن هناك حواراً نشطاً يجري في هذا الصدد". وأضافت أن الجنرال المتقاعد جون آلين، الذي كلفه الرئيس أوباما ببناء التحالف ضد "داعش"، ونائبه بريت مكجورك، سيكونان في تركيا في وقت لاحق هذا الأسبوع لإجراء محادثات.

في سياق ميداني، سيطر مقاتلو حركة أحرار الشام على عدة نقاط اتخذتها قوات الجيش السوري مراكز تتحصن بها في ريف حلب الجنوبي، وتحيط هذه المراكز بمعامل الدفاع في منطقة السفيرة، التي تعتبر من أهم ثكنات جيش النظام في مدينة حلب، حيث يستخدمها كقاعدة جوية لانطلاق مروحياته، كما أنها مركز تصنيع للبراميل المتفجرة والمدفعية المحلية الصنع، إضافة إلى موقعها الاستراتيجي على الطريق الوحيد الذي تسلكه قوات النظام في طريقها إلى مدينة حلب.

وفي ريف حماة، وقعت اشتباكات بين كتائب الثوار وجيش النظام في محيط كتيبة الدبابات على أطراف بلدة مورك في ريف حماة الشمالي. كما استهدفت قوات النظام البلدة بغارات جوية وبراميل متفجرة.