أعلن رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري، من العاصمة الفرنسية باريس، قرب حدوث "تطور مهم في ملف تسليم فرنسا أسلحة إلى لبنان خلال الأيام المقبلة"، وأضاف عقب محادثاته في باريس مع الرئيس فرنسوا هولاند "بالطبع، فرنسا ستسلم الأسلحة إلى لبنان، وسنرى ذلك في الأيام المقبلة". وأضاف "المفاوضات المتعلقة بهذه الأسلحة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا قد أنجزت، وهي تتقدم في الاتجاه الصحيح". من جانبها، قالت الرئاسة الفرنسية في بيان أمس "العقد قد أنجز، ولا ينقص سوى بعض العناصر التقنية لإبرامه".

في سياق منفصل، حذر مسؤولون أمنيون من مغبة "مغامرات حزب الله غير المدروسة" ومبادرته بالقيام بتفجير استهدف دورية إسرائيلية في مزارع شبعا، مشيرين إلى أن أي اعتداء على لبنان ينبغي أن يقوم الجيش الوطني بالرد عليه، وأن هذه هي مسؤوليته حصراً، وليس من مسؤولية أي مليشيا أو جهة أخرى. كما حمَّل المصدر حزب الله مسؤولية أي عمل عسكري أو اعتداء قد يبادر الجيش الإسرائيلي للقيام به رداً على تبني حزب الله مسؤولية الهجوم على الدورية الإسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة أول من أمس.

وأكد عضو كتلة المستقبل النائب أمين وهبي في تصريحات لـ "الوطن" أمس "هذه العملية تأتي في وقت دقيق، ولغاية ما، فحزب الله الذي اعتاد المتاجرة بقضية فلسطين كلما شعر بأنه في حاجة إلى تلميع صورته، يتذكر العدو الإسرائيلي ويرشقه إما بوابل من الشتائم أو ببعض الصواريخ التي لا تصيب أهدافها ولا تسبب الأذى، لكنها تعود علينا حمماً ودماراً وخراباً، وهذه العملية مجرد مسرحية يتم تقديمها لغايات غير شريفة، ولم تعد تنطلي على أحد، فمن يريد مقاتلة إسرائيل لا يعمل على تفكيك المجتمع اللبناني والعربي، ولا يفلت الخطاب المذهبي من عقاله، ولا يقسم الشعوب العربية إلى ملل ومذاهب تنتج الحروب وتزيد الهواجس والأحقاد".

من جانبه، أبدى رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري أسفه لتصرفات حزب الله، وقال في تصريحات صحفية "هناك من يقر لهذا الحزب حصرية إقامة المعسكرات وخوض الحروب بمعزل عن الدولة وجيشها، ويريد من جميع اللبنانيين أن يصطفوا كي يبصموا بالموافقة على كل ما يفعله حزب الله".

في ذات السياق، قال مصدر أمني طلب عدم الكشف عن هويته في تصريحات لـ"الوطن" أمس، إن الاعتداءات الإسرائيلية مرفوضة من حيث المبدأ، ولكن ينبغي الرد عليها من جانب الجيش الحكومي، وأضاف "لا أحد يقبل أن تقوم إسرائيل بالتوغل في الأراضي اللبنانية أو احتلال جزء منها، وهذا موقف مبدئي معروف، ولكن أن يقوم تيار معين أو ميليشيا أو قوى خارج المنظومة الأمنية بالرد، فهذا مرفوض، لأنه يفتح باب الفوضى، ويضع البلاد أمام مواجهات واحتمالات لا داعي لها في الوقت الحالي". وتابع المصدر بالقول "حزب الله مجرد حزب كبقية التيارات السياسية في البلاد، ولم يفوضه أحد بتولي مسؤولية الدفاع عن البلاد، أو ادعاء بطولات موهومة ووطنية زائفة، ونطالب بسحبه من سورية ونزع سلاحه وإلزامه بالعمل داخل المنظومة السياسية التي تقودها الحكومة".

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي قد قال في تصريحات صحفية أمس "الحكومة اللبنانية وحزب الله مسؤولان عن الهجوم على الدورية الإسرائيلية أول من أمس، ونحتفظ بحق الرد في أي توقيت وأي طريقة نراها مناسبة".

وأضاف "حادث تفجير العبوة الناسفة على الحدود هي عمل خطير ينبغي على من قام به أن يكون جاهزاً لتحمل مسؤوليته".