أكثر ما يهم الدول والمؤسسات والأشخاص هو "الصورة" الخارجية.. وكل ناجح يهتم بالمحافظة على "صورته" ويحسب ألف حساب لكلماته وحركاته.. لكي لا تتشوه الصورة في أعين الناس، ويعمل على زيادة جمالها بإتقان العمل.
الحقيقة أنه: من السهل تشويه صورة "جميلة"، ومن الصعب تجميل صورة "قبيحة"..!
حذر مدير إدارة الجودة الشاملة في وزارة الخارجية عبدالله الزهراني، في ندوة عن "الجودة في الأداء الحكومي"، حذر من أن الانطباع السيئ الذي قد يحمله المواطن الذي لا يلقى الخدمة المناسبة، يمكن أن ينتقل إلى تسعة أشخاص آخرين، بخلاف الانطباع الجيد الذي لا ينتقل إلا لثلاثة أشخاص فقط.. فخالفه مساعد وزير الخارجية الأمير خالد بن سعود، قائلا: "قد يكون هذا الكلام صحيحا قبل التقنية.. أما الآن فأي انطباع سلبي ممكن أن يصل إلى نصف مليون شخص خلال أقل من دقيقة"..!
علاقة المواطن بمؤسسات الدولة تحتاج إلى أن يعي "المسؤول" الغرض من وجود مؤسسته وسبب تعيينه مديرا.. أما المواطن فلا يحتاج إلى أن يعي شيئا، لأنه فقط يريد "خدمة" من وطن يسعى إلى خدمته.
كشفت وزارة الخارجية خلال ندوة "الجودة في الأداء الحكومي"، التي نشرتها "الوطن" أول من أمس، عن سعيها إلى جودة العمل بدءا بالارتقاء بموظفيها في الخارج وكسب رضاهم، ليكسب الموظفون بدورهم رضا "العميل" و"المستفيد"، كما وصفه مساعد وزير الخارجية الأمير خالد بن سعود، وبحد ذات التعامل مع المراجع كـ"عميل" يشعرك بأنك أمام عمل مؤسساتي يبحث عن النجاح.
قبل فترة قرأت كلاما لمدير الإدارة الإعلامية بوزارة الخارجية السفير أسامة نقلي في "الحياة"، أشار فيه إلى أن الخطة الخمسية للعمل الدبلوماسي السعودي (1431/1432 - 1435/1436)، التي بدأت الخارجية تجني ثمارها، اشتملت على خطة للتفاعل بين السفارات وديوان الوزارة وآلية لتنفيذها، وإنشاء جهاز لتدريب الموظفين ورفع كفاءتهم وقدراتهم في الحقل الدبلوماسي، بالتعاون مع الهيئات والمنظمات الدولية، وتطوير العمل إلكترونيا، الذي أفضى بدوره إلى تسهيل تعاملات الوزارة.. مضيفا أن إحدى المبادرات المهمة التي يتم تنفيذها حاليا بالتعاون مع وزارة التعليم العالي، هي تخصيص 100 مقعد سنوي لوزارة الخارجية من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، لاستقطابهم للعمل في الوزارة والمنظمات الدولية.
(بين قوسين)
السفير أسامة نقلي مدرسة في التعاطي مع الإعلام الجديد والتقليدي.. ويقدم بحضوره في مواقع التواصل الاجتماعي "برنامجا توعويا" لكل مسؤول لا يزال يخشى الضوء.