قللت شخصيات سودانية من تصريحات الرئيس عمر البشير التي تعهد فيها بإحياء مفاوضات الحوار الوطني في بلاده، وتخفيف أعباء المعيشة على المواطنين، مشيرة إلى أن أقواله باتت تتناقض بصورة "تدعو للحيرة". وقال القيادي بحزب الأمة أحمد الهادي في تصريحات لـ "الوطن" إن تصريحات البشير باتت في الفترة الأخيرة تخرج "حسب مزاجه الشخصي"، وإنها لا تنطلق من موقف سياسي معين. وأضاف "في كل يوم يفاجئنا البشير بموقف جديد، فقد يتحدث اليوم عن أهمية دعم الحوار الوطني، ويدلي بتصريحات إيجابية تصب في خانة جمع الشمل الوطني، وقبل أن يجف مداد هذه التصريحات، يخرج في اليوم التالي أو الذي يليه بنبرة متشددة تهدم كل الأثر الإيجابي الذي تركته تصريحاته السابقة. لذلك أصبحنا في تحالف المعارضة لا نثق في تصريحاته ولا نأخذها على محمل الجد، وأكدنا على ضرورة أن تتم صياغة كافة موجهات الحوار الوطني بصورة مكتوبة يوقع عليها قيادات الحزب الحاكم حتى تكون ملزمة للجميع، ومرجعية في حالة حدوث أي اختلاف".
من جهة أخرى، حذرت وكالات إغاثة من خطر وفاة مليوني شخص بجنوب السودان بسبب المجاعة، مشيرة إلى أن كافة المعطيات الراهنة تؤكد وقوع المجاعة في حالة استمرار الأوضاع الأمنية المتردية على ما هي عليه، وقال تقرير صدر عن منظمة أوكسفام الخيرية الناشطة في الجنوب إن المجاعة يمكن أن تطال معظم سكان جنوب السودان في حالة تجدد
القتال فور انتهاء موسم الأمطار نهاية هذا الشهر، وهو ما يمكن أن يقضي على الجهود التي بذلت في الآونة الأخيرة بهدف تفادي حدوث مجاعة ويدفع مناطق من جنوب السودان إلى المجاعة بحلول مارس من العام المقبل.
وقال رئيس المنظمة في جنوب السودان، طارق ريبل، إنه على الرغم من أن المساعدات الإنسانية حيوية فإن التوصل إلى حل سياسي أمر ملح.
وأضاف في بيان أنه لو كان المجتمع الدولي يريد فعلا تفادي حدوث مجاعة فعليه أن يبذل جهودا دبلوماسية جريئة لجعل الجانبين ينهيان القتال.وكان الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت وخصمه ريك مشار قد تعهدا باستمرار وقف إطلاق النار وإطلاق عملية سلمية عبر مفاوضات تؤدي في الآخر إلى حلول سياسية متفق عليها تنهي الأزمة الناشبة في الدولة الوليدة.وكانت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا "إيجاد" التي تتوسط لحل النزاع المستعر في جنوب السودان منذ حوالي 10 أشهر قد أعلنت أن محادثات السلام التي بدأت في يناير الماضي في إثيوبيا قد أرجئت مجدداً.