استهلالا، نبارك بكل الود والاحترام للأشقاء الأعزاء في قطر كأس (خليجي 22) من أرض العاصمة الحبيبة الرياض على حساب منتخبنا الأخضر المبعثر.

نبارك لهم الإنجاز والأداء الجميل والتجديد الذي أتى بالجديد والمفيد لمنتخب العنابي في مرحلة انتقالية للاتحاد القطري لكرة القدم برئاسة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني. نهنئهم على ثقافة الاحترام ولطافة التعامل برغبة صادقة في تحقيق مكاسب ترفع من قيمة الوطن وتوسع مدارك الشباب.

ولن أقصر الحديث على كأس الخليج، فقبل أسابيع حقق منتخب الشباب كأس آسيا وتأهل لكأس العالم للشباب بلاعبين مصقولين بفكر احترافي، أساسه أكاديمية (أسباير) وتم تطويره بتدريب عدد من اللاعبين في أندية أوروبية منذ تسعة أشهر تقريبا.

وبالمناسبة، حضرت افتتاح (أسباير) عام 2005 ولمدة ثلاثة أيام بوجود أساطير مختلف الرياضات وليس كرة القدم فقط، وكتبت مقالا بأن قطر ستكتسح وتتسيد (خليجيا) في مختلف الألعاب بعد عشر سنوات، واليوم ونحن على مشارف السنة العاشرة من التأسيس حققوا منجزات في عدة ألعاب ومن بينها منتخب الشباب لكرة القدم الذي غالبية لاعبيه من الأكاديمية التي باتت بين أفضل خمس أكاديميات في العالم بمختلف مرافقها وأنشطتها، يرتادها أوروبيون وغيرهم حتى على صعيد التأهيل الطبي.

والحقيقة أن أسباير (كمدينة) تتطور يوما عن آخر، وفي كل مرة أزور الدوحة أتعجب من التوسع والجمال والإمكانات الفاخرة، وما زلت أذكر منظر المساحة الصحراوية الشاسعة التي تحيط بأسوار الأكاديمية عام 2005، والمسرح الذي عرض عليه فيلم (الطفل القطري) وكيف يحبو من الأكاديمية إلى أن يعود إلى قطر حاملا كأس العالم، ما زلت أشاهد أمامي الأساطير وفي مقدمتهم بيليه ومارادونا ونوال المتوكل وغيرهم في مختلف الألعاب ليعاضدوا هذا المشروع العالمي.

وفي آخر زيارة قبل ثلاثة أسابيع لحضور منتدى الدوحة الدولي سنحت لي الفرصة بالتجول داخل مرافق الأكاديمية المزينة بالصور في الأركان والممرات تجسد ما حضرته على أرض الواقع قبل تسع سنوات، وكانت الفرصة مواتية للالتقاء بأشبال يؤدون الصلاة مع معلمهم، تحدثت إلى أحدهم فوجدته في قمة السعادة وهو يحكي عن برنامجه اليومي الشمولي.

ومن هنا أقول لا غرابة أن تسمو قطر في مختلف الألعاب وتقدم لاعبين بثقافة احترافية يحترمون بلدهم ويمثلونه خير تمثيل.

قطر لم تركن إلى التعليم الأكاديمي فقط، بل تحتضن كثيرا من المناشط الدولية في مختلف الألعاب وتتيح لأبنائها والمقيمين على أرضها ولجيرانها الاحتكاك والاستفادة من وجود الخبراء والمتخصصين، خيرها يعم ويعود عليها بالنفع.

أتحول إلى أهم منجز وأكبر حدث نترقبه عام 2022 لتنظيم كأس العالم، لن ينسى التاريخ اللحظة الخالدة وأمير البلاد في ذلك الوقت يحتفل مع حرمه وأبنائه ومهندسي الملف القطري على منصة (الفيفا) بحضور أعلى القيادات للدول العظمى.

والآن وصلنا إلى ربع الطريق لاستكمال العمل على صعيد الملاعب والوفاء بالوعود على كافة الصعد لإنجاح هذا الحدث المرتقب. وقبل أسبوع احتضنت العاصمة السعودية الرياض حفل تصميم استاد خليفة الدولي وهو ثالث استاد يفصح عن تصميمه، لتأكيد مدى دقة العمل في قطر لاستضافة المونديال.

اختيار الرياض على هامش (خليجي 22) يجسد ذكاء القطريين وحرصهم على تفاعل الوطن الخليجي مع منجزاتهم وأن يستوعب العالم الرياضي في أصقاع المعمورة مدى حضارية قطر وتفاعلها مع سمات الرياضة التي تجمع الجميع من كل الفئات والأجناس والأديان في ميدان واحد بكل ود واحترام وحب.

تحية تقدير ومحبة للأشقاء القطريين وعسى أن تواكب كل دول الخليج هذا التطور والاحتراف والطموحات، وكل الأمنيات للجميع بالتوفيق والسداد.

وفي الختام أردد أجمل ما سمعت في حب قطر: فوق اصعدي.. فوق اصعدي .. فازت قطر.. فازت قطر.