أشد المتشائمين أو الحاسدين أو المنزعجين من نادي الهلال لم يكن يتصور أن يكون مستوى هذا الفريق كما ظهر به أمام الغرافة القطري في دوري أبطال آسيا.

نفهم أن أي فريق يتعثر، ونفهم أن أي فريق لا يبقى على نفس المستوى في كل المباريات... وأن لاعباً قد يحالفه التوفيق حيناً ويخونه حيناً آخر، ولكن من المعيب ألا نرى فريقاً على الإطلاق في أرض الملعب، وألا نسمع بتلك الأسماء اللامعة التي لها تاريخها طول 115 دقيقة، فهذه مسألة غريبة جداً على فريق كالهلال تعقد عليه الآمال لحمل اللقب الآسيوي عن جدارة.. صحيح أنه فاز بالنهاية لأن الحظ وقف معه حقيقة، وفي كرة القدم قد تنقلب النتيجة في ثوانٍ وهذا من سوء حظ الغرافة الذي قدم مباراة للذكرى وكان لاعبوه رجالاً في الملعب صالوا وجالوا، ولم يرهبهم اسم النادي الخصم ولا الأسماء المعروفة، وصمموا على أن يلقنوا الهلال وغير الهلال درساً نتمنى أن يكون قد استفاد منه لأنه إن بقي على هذه الحال فلن يفعل شيئاً لا في الدوري الآسيوي ولا في غيره، والسؤال الذي يطرح نفسه... لماذا؟ هل هي مشاكل النادي الأخيرة؟... هل هي الثقة الزائدة التي وصلت إلى حد الغرور بعد مباراة الذهاب؟....هل هو المدرب؟.. هل هي نتيجة أداء بعض اللاعبين الذين باتوا يتصورون أن حركة من أجسادهم أو ضربة من أقدامهم كافية ولا ضرورة لبذل أي جهد إضافي حتى إذا شعروا بحرج الموقف تاهوا جميعاً لأن الملاحظ في هذه المباراة عدم تعاونهم مع بعض بالشكل المدروس وكأنهم يخوضون تمريناً مملاً وواجباً عليهم بانتظار لحظة انتهائه... كل شيء يجب أن يناقش بجدية وبسرعة قبل أن تستفحل الأمور أكثر.

أيها اللاعبون الهلاليون: جماهيركم رافقتكم إلى قطر وكانوا في الملعب بأعداد أكثر من جماهير الغرافة ومشجعوكم لا يرضون منكم أقل من الفوز لأنكم تملكون كل مقوماته ولا يعترفون بأن أي مشكلة تواجهكم ستكون عقبة في طريق انتصاراتكم، ومع ذلك فهم قد يتفهمون أي خسارة لكم لأن الرياضة فوز وخسارة ولا يوجد في العالم فريق لا يخسر ولكن بشرط أن تؤدوا جهدكم كاملاً وأن تعرقوا وتتعبوا وتكونوا مجموعة متعاونة بكل معنى الكلمة، إذ إن الفوز برمية حظ لا يرفضه عشاقكم بالتأكيد ولكنهم لن يشعروا بأهميته لأنهم سيبقون خائفين مما سيأتي، وإذا سلمت الجرة هذه المرة فلن تسلم دائماً.