تعد عادة "النثيرة" من العادات المعروفة بمدينة جدة منذ القدم، ومضى عليها أكثر من 60 عاما، وتعرف لدى سكان المحافظة بالإضافة إلى مكة المكرمة والطائف والمدينة المنورة.
ففي منطقة البلد التاريخية، توفر محلات بيع المكسرات في عيد الأضحى مكونات "النثيرة" وبيعها بأسعار معتدلة على السيدات والأطفال. وهناك كثيرون لا يعرفون المعنى الحقيقي للنثيرة، وهو ما أشار إليه حمزة أمين، وهو من سكان حارة المظلوم بجدة، إذ يقول إن النثيرة من العادات المتوارثة اجتماعيا وتتم في شهر الحج من كل عام، موضحا أن الهدف منها استقبال الحجاج بعد عودتهم لأسرهم برش مكونات النثيرة عليهم مصحوبة بأهازيج شعبية ترحيبا بالقادمين من الحج.
وعن مكونات النثيرة، قال حمزة إنها تختلف من بائع إلى آخر فالبعض يبيعها بعد تجميعها كالحمص والملبس، وحلوى تسمى "القضامة" وحمص السوداني بالإضافة إلى الخروم، وكذلك إضافة إلى الحلوى الملونة وذات النكهات المختلفة بحيث يتم وضع كافة المكونات في إناء فارغ ويتم خلطها مع بعضها البعض ثم رشها على الحاج فور وصوله مع رفع الصوت بالأهازيج الشعبية والزغاريد. وأضاف أن تاريخ النثيرة يعود إلى عقود مضت، فتختلف الروايات حول معرفة التاريخ الحقيقي لها، فهناك من يدعي أنها كانت معروفة لدى الأتراك الذين يحرصون على جمعها وبعد عودة الحجيج الأتراك ترش السيدات تلك المكونات على الحجاج كنوع من الترحيب بهم، وهناك من يعتقد أنها دخلت على المجتمع في المنطقة الغربية بسبب وجود الحجاج والمعتمرين طيلة العام في مكة المكرمة والمدينة وعن طريق الاحتكاك بمختلف الجنسيات وتم نقل بعض العادات والتقاليد الموجود في تلك الدول إلى أبناء المنطقة.