أكد رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري أن المواجهة القادمة تحتاج للاعتماد على القيادات العسكرية السابقة في الجيش العراقي "المنحل"، من أجل مواجهة المجاميع الإرهابية.

وكشف الجبوري أن الحكومة العراقية لم تقدم بعد قانون الحرس الوطني العراقي للبرلمان، مؤكداً أن إصلاح المنظومة الأمنية لا يتم بدون الإصلاح السياسي وبمشاركة الجميع.

وأبدى الجبوري في مؤتمر صحفي عقده في أربيل التي يزورها حاليا التقى خلالها المسؤولين في الأقليم لبحث آخر التطورات الأمنية والسياسية في البلاد؛ مساندته للعمليات الدولية للقضاء على الإرهاب في العراق، سواء كانت عسكرية أو إنسانية أو خدمية.

مؤكدا أن "تنظيم داعش حالة شاذة لا تمثل أي مكون عراقي ويجب أن لا يحسب على أي مكون لا سنة ولا شيعة ولا أكراد، وهي تمثل حالة خطرة تهدد البنية الاجتماعية والسلم الأهلي".

وأضاف الجبوري أن "مواجهة داعش يجب أن لا تقتصر على الممارسة العسكرية وإنما من خلال ممارسة إنسانية تتضمن إعمار المدن المتضررة من الإرهاب والاهتمام بالجانب الخدمي، وكذلك مواجهته في الجانب الأيدلوجي، من خلال الطريقة الفكرية التي جاء بها هذا التنظيم".

وحول زيارة الجنرال جون آلن؛ أشار رئيس البرلمان العراقي إلى أنه "التقى مع منسق التحالف الدولي لمحاربة داعش وحصل استشراف للمستقبل على ضوء العمليات العسكرية الجارية، وما مر به العراق من تواجد للمجاميع الارهابية ومن يناصرها والتي أدت ألى نزوح أعداد كبيرة من العوائل".

وكان الجبوري قد قال في مؤتمر صحفي سابق عقده مع رئيس برلمان إقليم كردستان يوسف محمد صادق "إن داعش والميليشيات وجهان لعملة واحدة".

وكان مجلس الوزراء قرر في أولى جلساته التي عقدت في التاسع من سبتمبر الماضي، إعداد مشروع قانون تأسيس "قوات الحرس الوطني"، وتنظيم موضوع المتطوعين من الحشد الشعبي، على أن ينجز خلال أسبوعين، إذ كانت أبرز نقطة في وثيقة الاتفاق السياسي بين الكتل البرلمانية المشاركة في "حكومة الوحدة الوطنية" تركز على تشكيل منظومة حرس وطني من أبناء كل محافظة كقوة رديفة للجيش والشرطة.

ميدانيا، قال ضباط شرطة وشهود أمس إن مقاتلي تنظيم "داعش" استعادوا السيطرة على نصف بلدة الضلوعية بعد يوم من انتزاع القوات العراقية السيطرة عليه، كما هاجموا بلدة مجاورة تقع على بعد 70 كيلومترا فقط إلى الشمال من بغداد.

وكان المقاتلون قد سيطروا على مساحات كبيرة من الأراضي في العراق منذ مطلع العام، إذ اجتاحوا غرب العراق في بادئ الأمر ثم شماله في يونيو الماضي وفرضوا تفسيرهم المتشدد للإسلام وأجبروا الآلاف على الهرب.

ويسود الجمود الموقف في العراق حيث تتنقل السيطرة على الأراضي بين الحكومة العراقية و"داعش".وهاجم مقاتلو "داعش" بلدة في محافظة الأنبار الغربية أول من أمس وسيطروا على بلدة كبيسة.وقالت الشرطة إن المقاتلين شنوا هجمات في غاية التنظيم على الضلوعية واستعادوا السيطرة على جزء كبير من الشطر الشمالي من البلدة المطلة على نهر دجلة وتعتبر قاعدة لعشيرة الجبور السنية التي تحارب "داعش".وأجبرت الهجمات قوات الأمن العراقية على التقهقر إلى القطاع الجنوبي من الضلوعية. وقال ضابط وشاهد إن اثنين من مقاتلي العشائر على الأقل قتلا وأصيب سبعة من رجال الشرطة ودمرت أربع سيارات تابعة للشرطة.

وهاجم مقاتلو "داعش" أيضا بلدة بلد الشيعية المجاورة في وقت متأخر من أول من أمس. وانضم سكان بلد إلى عشيرة الجبور في قتال التنظيم في مشهد نادر لانضمام الشيعة إلى السنة في قتال المتطرفين.

وقال مسؤولون في الشرطة ومسؤولون طبيون إن مقاتلين اثنين على الاقل قتلا وأصيب خمسة آخرون في بلد عندما خاض مقاتلون على متن شاحنات معركة استمرت ساعتين مع أفراد من نقاط تفتيش عسكرية وتابعة للميليشيات قبل أن يتراجعوا.

وقال ضابط وشهود إنهم يعتقدون أن الهجوم على بلد كان بهدف صرف انتباه المقاتلين المتطوعين عن تقديم يد العون في اضلوعية.

وقال أبوعلي اللامي وهو مقاتل في ميليشيا بالضلوعية "نحارب الشياطين ومقاتلين أشباحا يتراجعون يوما ويعودون في اليوم التالي أقوى مما كانوا عليه".