العدد المحدود "للمسلمين الجدد"، ضمن خارطة إجمالي قرابة مليوني حاج من ضيوف الرحمن، دفع إلى طرح التباينات بضرورة خصوصية الاستفتاء الذي يجب أن يقدم لهم بين جنبات المشاعر المقدسة، نظراً للظروف النفسية والاجتماعية والدينية السابقة التي خرجوا من رحمها إلى معالم الدين الحنيف.
الدفع بجدل الخصوصية الشرعية بالنسبة للمسلمين الجدد، يبين مدى الاختلاف الحاصل بين مؤسسات الطوافة ووزارة الشؤون الإسلامية، بعض من تحدثت إليهم "الوطن" من أرباب الأولى فضلوا عدم الخوض، إلا أن بعضهم وجه نقداً مباشراً لوزارة الشؤون الإسلامية بأن دعاتهم الذين يجوبون مخيمات الحجاج لا يفرقون بين من دخل لتوه لحظيرة الإسلام، ومن له سابقه ونشأة من أبويين مسلمين.
نائب رئيس المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأميركا وأستراليا، المطوف أسامة زواوي، كان الأكثر اعتدالاً في التطرق للموضوع، وبخاصة أن من بين حجاج مؤسسته عدداً لا بأس من المسلمين الجدد، سألته "الوطن" عنهم، فجاءت إجابته محددة في مسار "العوائق في التعامل معهم -أي المسلمين الجدد-".
وأضاف أن أبرز العوائق التي نواجهها في الحج تتبلور في طريقة تعاملنا مع المسلمين الجدد، فنحن نحاول قدر المستطاع في مؤسستنا مراعاة احتياجاتهم النفسية والاجتماعية وإظهار محاسن الإسلام، وتمثيل المسلم القدوة.
مستشار وزير الشؤون الإسلامية ورئيس اللجنة الإعلامية في الحج طلال العقيل، طرح بدوره عدة محددات بشأن غياب التنسيق بين مؤسسات الطوافة ووزارته، قائلاً في تصريح لـ"الوطن": إن "الإشكالية ليست من قبل الشؤون الإسلامية".
لم يكتف العقيل بذلك بل ذهب لطرح سؤال على طاولة مسؤولي مؤسسات الطوافة هو: "لماذا لا يتم التنسيق مع الوزارة بشأن المسلمين الجدد، لنراعي فيه خصوصيتهم وتفهم ظروفهم النفسية والبيئية"، ويضيف: لدينا في الوزارة مترجمون لأكثر من 30 لغة يجوبون فيها المخيمات ويوعون الناس بطريقة سلسلة بعيدة تمام البعد عن التشدد الفقهي أو الشرعي.
ويقول العقيل إن استراتيجية التوعية الإسلامية لضيوف الرحمن هي افتراض أن نسبة كبيرة منهم لا يفقهون المضامين الفقهية لرحلة الحج، بالإضافة إلى التركيز ضمن الاستراتيجية الجديدة المطبقة الموسم الحالي على استيعاب الحجاج، وعدم التصادم معهم إطلاقاً.