تعتمد القائمة النهائية للبعثة، وتترسخ في أذهان المسؤولين مع صور حجاجها، ولكن بين غارة وأخرى على قطاع غزة، تتغير الكشوفات من جديد، وجوه حجاج فلسطين تتعدل وتتبدل في قائمة صور المنضمين للبعثة، تخرج من الكشف صور وأسماء وتحل مكانها أخرى جديدة، واستمر هذا الكشف بوجوه من أدرجوا فيه يتغير بين حين وآخر، حتى استقر في قائمته النهائية بعد 9 تغييرات.
"الوطن" التقت بعدد من حجاج البعثة الفلسطينية، وتحاورت معهم، مؤكدين أنهم استدعوا نحو 9 مرات للاطلاع على كشوفات المنضمين لبعثة الحج، بسبب ما يطرأ عليه من تغييرات إجبارية، بسبب آلة القتل الإسرائيلية في قطاع غزة، فمن كان يمني النفس بأن يكون في هذه الأيام ملبياً مع حجاج بيت الله الحرام، لم يتمكن من ذلك، وخرج اسمه من قوائم البعثة بعد استشهاده، واعتذار آخرين لعدم تمكنهم من أداء الفريضة لأسباب استشهاد بعض من ذويهم.
ويقول رئيس دائرة الحج والعمرة في قطاع غزة عادل الصوالحة، إن هناك تغييرا كبيرا في قوائم الحج المعدة مسبقاً عبر القرعة، بعد أن استشهد بعض الذين شملتهم قوائم الحج، واعتذر آخرون لوفاة أقاربهم، ولظروفهم القاهرة التي خلقها الغزو الصهيوني لغزة، مشيرا إلى أن هناك من فضل أن يحمل الآلم للحج خشية أن تفوته فرصة أداء الفريضة.
ويضيف أن نحو 30 شخصا ممن كانوا مسجلين في القوائم المؤكدة للمغادرة للمشاعر المقدسة استبدلوا بآخرين، بعد أن استشهد 5 أشخاص، واعتذر 25 آخرون بعد أن تسبب لهم القصف بفقدان أقاربهم أو منازلهم، أو تسبب لهم القصف بعاهات مستديمة لا يستطيعون معها التمكن من أداء الفريضة.
ويشير عادل اسماعيل إلى أن هناك معاناة أخرى لحجاج دولة فلسطين، تتمثل في استهلاك رحلة الوصول إلى مكة المكرمة أكثر من 24 ساعة، لعدم وجود أي منفذ على العالم الخارجي إلى الدول الأخرى إلا من خلال من معبر رفح، وهو المتنفس والرئة الوحيدة لخروج حجاج قطاع غزة للعالم الخارجي، وبالتالي تسير قوافل الحجاج برا من معبر رفح حتى مطار القاهرة وقد يستغرق هذا الأمر ساعات من 8 إلى 10 ساعات، وهناك حجاج مرضى ومصابون ولا يحتملون الجلوس على كراسي الحافلات كل هذه الفترات الطويلة، وعند وصولهم مطار القاهرة يكونون متعبين جدا وتستمر فترة سفرهم لوصولهم إلى مطار جدة الدولي 24 ساعة وهذه أهم معاناة المعدل الطبيعي لو كان هناك مطار في قطاع غزة لكان زمن الرحلة ساعتين لجدة.
الصوالحة شكر في ختام حديثه المملوء بالألم، حكومة خادم الحرمين الشريفين على المنحة الملكية التي أقرت لأسر شهداء فلسطين، حيث خرج هذا العام 500 حاج من أسر الشهداء، بواقع 2 من كل أسرة شهيد، كانت في الماضي 2000 شخص بواقع 1000 من الضفة و1000 من غزة، وبعد تقليص عدد الحجاج لدول العالم الإسلامي إلى 20% تم تقليص عدد حجاج المنحة إلى 1000 بواقع 500 حاج لقطاع غزة و500 للضفة.